أكد الروائي المصري أحمد مراد أنه يدين بتوجهه نحو الكتابة إلى رفض والدته شراء جهاز الألعاب الإلكترونية “أتاري” الذي كان اللعب به يتطلب ربطه بشاشة التلفاز، وأن ممانعتها لذلك دفعته إلى إمضاء الكثير من الوقت خلال طفولته في القراءة، وهو ما كوّن لديه ميولاً نحو الكتابة.
جاء ذلك في جلسة حوارية جمعته مع الكاتب الأمريكي نيل شتراوس، صاحب الكتب الأكثر مبيعاً في “نيويورك تايمز”، ضمن فعاليات الدورة الـ 41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أدارتها الإعلامية سالي موسى.
وأرجع مراد بدايات ظهور موهبته وميله للكتابة إلى مرافقته لوالده الذي كان مصوراً وعلّمه كيف ينظر إلى العالم من خلال الكاميرا لكي يلاحظ التفاصيل داخل كل مشهد قبل أن تظهر الصورة النهائية للمشاهد. وكشف أن خياله الطفولي المبكر كان يصور له كائنات مرعبة وأنه كان يجيد نسج القصص والحكايات الغريبة ويرويها لعائلته.
وأشار إلى أن الكتابة نقلته من تخيّل المشاهد والقصص إلى نقلها على الورق، وخاصة بعد أن عمل في تصوير مجموعة من الأفلام السينمائية، من بينها فيلم “أيام السادات”، حيث ألهمه التصوير السينمائي إلى التفكير في الانتقال من تصوير المشاهد بالكاميرا إلى صناعتها والتحكّم بأحداثها من خلال الكتابة.
من جانبه، قال الكاتب نيل شتراوس إن الكتابة الإبداعية تبدأ على هيئة رحلة لاكتشاف الذات والبحث عن وسيلة للمشاركة في أساليب الحياة بالطريقة التي يجيدها كل من يمتلك موهبة الكتابة، موضحاً أنه كان منذ الطفولة يجد الراحة بين الكتب، حيث شعر أن المكتبات هي المكان الوحيد الذي يستحق أن يعيش فيه، وهو ما قاده إلى تجربة الكتابة، إذ أنجز في سن الـ11 كتابه الأول، لكنه لم يجد طريقه للنشر ولم يدفعه ذلك إلى اليأس.
وكشف أن عمله صحفياً ومحاوراً وكاتب سير ذاتية في “نيويورك تايمز”، أتاح له مقابلة الفنان العراقي كاظم الساهر، الذي روى له كيف كانت بداياته الفنية في العراق، وأوضح شتراوس أن كل الفنانين الذين قابلهم مروا بتجارب وقصص إنسانية مدهشة، وهذا ما يدفعه إلى الكتابة عنهم. وأشار إلى أنه حاول أن يقدم من خلال كتابه “اللعبة” فهماً اجتماعياً لكيفية بناء العلاقات الإنسانية بذكاء وفطنة، عبر التوصل إلى قواعد لفهم الآخرين.