صدر مؤخراً عن منشورات المتوسط في إيطاليا، ودار السويدي للنشر والتوزيع في الإمارات، الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطة للترجمة (دورة 2019) ولأول مرة باللغة العربية “رحلة مكَّة – من طهران إلى الحجاز عبوراً بالآستانة ومصر والشام”، تأليف السلطان القاجاري مراد ميرزا المعروف بلقب “حسام السلطنة”، وترجمه عن الفارسية الدكتور عبد الكريم جرادات.
ويعد السلطان مراد ميرزا من رجالات الدولة البارزين، ومن الشخصيَّات المرموقة في العهد القاجاري، وكان عمّ الملك ناصر الدين شاه. شغل عدَّة مناصب في النصف الثاني من القرن الثالث عشر للهجرة، ورافق الملك في رحلته الشهيرة إلى العراق عام 1287، كما تولى الحكم في ولاية يزد، وولاية خراسان، وفي نهاية عام 1293 كُلِّف بحكومة كردستان، وقبلها بثلاث سنوات رافق الملك في زيارته الأولى إلى أوروبا عام 1290.
أما الرحلة التي صدرت ترجمتها العربية في 448 من القطع المتوسط، فتكمن أهميتها في كونها رحلة ذات مسار طويل عبر قارَّات ثلاث، وسَفَر في البرِّ والبحر، وعبر الممالك، من إيران إلى روسيا، فتركيا ومصر والحجاز، فالشام. واستُقبل خلال رحلته من قبَل السلاطين والملوك والحكَّام ورجالات الدول بحفاوة كبيرة، وأُقيمت له المآدب، ومُنح الأوسمة، وجرى استقباله وتوديعه بمراسيم رسمية واحتفاء شعبي.
على أن هذه الرحلة التي استمرَّت أكثر من تسعة شهور ما بين 6 أغسطس 1880، و23 مايو 1881، هي أكثر من رحلة على الحجِّ، فالمحطَّات التي توقَّف فيها الرحَّالة، واللقاءات التي أجراها الملك وحاشيته مع الملوك والحكَّام، والصور التي نقلها والسطور التي دوَّنها المؤلف في وصف المُدُن والناس والأحوال، إنما تجعل منها صفحات بالغة الأهمِّيَّة عن زمنها.