أكد الشاعر والباحث الإماراتي خالد البدور في جلسة حوارية جمعته مع إيريكا هسكيث من مركز ترجمة الشعر في لندن، أن الشعر يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التراث الإماراتي والعربي. جاء ذلك خلال مشاركته في معرض لندن للكتاب، وفي الجلسة التي أقيمت برعاية مؤسسة القلم الإنجليزي، والمجلس الثقافي البريطاني، وهيئة الشارقة للكتاب.
تحدث البدور عن طفولته في قرية بالقرب من دبي في ستينيات القرن الماضي، ورسم صوراً شاعرية بالكلمات، لتلك اللحظات التي كان يلعب فيها على شاطئ البحر وكثبان الصحراء، وقال: “في المنزل كانت والدتي تحب الشعر بفضل الموسيقى التي كنا نسمعها عبر المذياع، فبدأت في كتابة الشعر لإبهارها”. وأضاف: “في كل عائلة، حتى لو لم يكن هناك شاعر كان هناك حب للشعر. كان الشعر المصدر الرئيسي للتراث. في التقليد النبطي، يحمل الشاعر تاريخ قبيلته وعائلته”.
واسترجع البدور ذكرياته في المدرسة، وكيف كان يشارك في منافسات لنظم القصائد الشعرية، التي بدأها بالشعر الفصيح في مواضيع تدور حول الماضي. ثم “بعد ذلك بدأت أنظر إلى نفسي وإلى مكاني في العالم، وبدأ الشعراء في استكشاف المكان الذي وجدوا أنفسهم فيه في العالم. بدأنا نقول الأشياء بطريقتنا الخاصة”. وأشار إلى أنه كان مفتوناً باللغة، واختيار الكلمات المناسبة وقوتها الرمزية، مضيفاً أن إكمال القصيدة قد يستغرق شهوراً بينما يستمر في العودة إليها لتعديلها والإضافة إليها.
وقال الشاعر الإماراتي أنه على الرغم من أن الرواية أصبحت الآن الجنس الأدبي الأكثر حضوراً في الخليج العربي، إلا أن حب الشعر لا يزال موجوداً، بفضل الأمسيات، والمهرجانات، ومعارض الكتب، ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن مقطع قصيدة بثها على “أنستغرام” سجلت أكثر من 1000 مشاهدة خلال ساعة واحدة، وهو أمر لم يكن ممكناً في الماضي.
ومن المثير للاهتمام، أنه رغم تراجع الاهتمام بالشعر العربي الفصيح حالياً، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الجديدة الرقمية، جعلت الناس تشعر بالحنين إلى الماضي، والحاجة إلى قراءة قصائد الشعراء السابقين والعودة إلى تلك الأصوات القديمة، والمفارقة بالطبع هي أنهم سيستخدمون بعد ذلك الوسائط الجديدة – هواتفهم الذكية – لتحميل إحدى القصائد القديمة.