قال ريتشارد هورتون، رئيس تحرير مجلة “لانسيت” The Lancet، خلال مشاركته في جلسة الاستدامة والنشر ضمن فعاليات معرض لندن للكتاب 2022، إن الناشرين يجب أن يدافعوا عن الحقيقة، واصفاً الكتب بأنها “أفضل نظام إنذار مبكر، لأن التهديدات بحدوث حرب أو وقوع وباء التي تنبأت بها الكتب أصبحت حقيقة”. وضرب أمثلة عديدة، من بينها حرب بوتين ضد أوكرانيا التي ذكرها الأكاديمي والكاتب البريطاني تاراس كوزيوف أحد مؤلفاته.
وأشار هورتون إلى أن النشر له دور في التنمية، معتبراً أن الكثيرين ينظرون إلى الصين كمصدر مستقبلي للإنتاجية والثروة، وقوة علمية عظمى. ولكن ما مدى استدامة صعود الصين؟ بحلول عام 2024، سيبلغ عدد سكانها ذروته ثم يبدأ في الانخفاض الحتمي. إنه ليس صعوداً مستداماً، فالسكان يتقدمون في السن وبحلول عام 2100 سينخفض عدد سكان الصين إلى النصف، من 1.4 مليار إلى 700-800 مليون نسمة، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة سياسية.
وأضاف: “من ناحية أخرى هناك نيجيريا. يبلغ عدد سكانها الآن 200 مليون نسمة ولكن بحلول نهاية القرن سيكون العديد 790 مليوناً، ما يجعلها ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان على هذا الكوكب بعد الهند. غالباً ما يصورها المعلّقون والكُتّاب على أنها دولة فاشلة، متجاهلين طاقاتها وابتكاراتها وإبداعاتها، ولكن العائد الديموغرافي يجعلها قوة عظمى عالمية محتملة. نيجيريا وأفريقيا إمكانات هائلة غير مستغلة”.
هذه الكلمات لقيت ترحيبا حاراً من قبل الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، التي قادت العديد من المبادرات الرامية إلى تطوير قطاع النشر الأفريقي وهي مؤمنة بشدة بالمواهب الموجودة في القارة الشاسعة.
تحدث هورتون أيضاً عن حرية التعبير وحرية النشر، مشيراً إلى أن الوباء أدى إلى انتشار الأخبار المزيفة وجعل من الصعب الوصول إلى المعلومات الدقيقة للجمهور. وقال: “حرية التعبير معرضة للخطر من قبل الحكومات الاستبدادية، لكنها في الواقع بحاجة إلى الناشرين للدفاع عن الحقيقة”.