قال الكاتب الموريتاني محمد ولد سالم إن مصطلح الأدب الأفريقي يطرح إشكالات كثيرة فيما يتعلّق بالجغرافيا أو القومية أو اللغة أو الثقافة، لذلك يمكن استخدامه “إجرائياً” استناداً إلى منظمة الوحدة الأفريقية والآداب الأفريقية في أمريكا وفي منطقة الكاريبي، وكذلك استناداً إلى الآداب الأفريقية التي يكتبها المهاجرون الأفارقة.
وأضاف خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان “طموحات الأدب الأفريقي” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب: “كان الأدب الأفريقي في مرحلة ما قبل الاستعمار منطوقاً، لتبدأ كتابة الأدب مع بداية القرن التاسع عشر تقريباً، باستثناء الأدب المكتوب باللغة العربية، والذي يعود تاريخه إلى القرن السابع ميلادي. وتراوحت مواضيع الأدب في ذلك الوقت بين المشكلات المطروحة في مرحلة الاستعمار والمتعلّقة بالمساواة وبما يعانيه الإنسان الأفريقي من القهر والعبودية والظلم؛ أما الآن فإن واقع الكتابات تدور حول الفقر والجوع والهجرات الكبيرة”.
وأيدت كانديس كارتي ويليامز، الكاتبة البريطانية من أصول أفريقية، ذلك بالقول: “أكتب قصصي حول التهميش الذي يعيشه المهاجرون في الغرب، والتحديات التي تواجهها النساء في مجتمعات اللجوء في محاولة لإيجاد مكان يتقبلنا ويفهم تاريخنا”، مضيفة أنها تحاول إعطاء صوت للأقليات المهمشة في المجتمع الغربي، سواءً الأفريقية أو الهندية عن طريق الكتابة، من خلال جمعيتها الخاصة بدعم الناشرين، مشيرةً إلى أنها أطلقت جائزة قصصية شارك فيها الكثير من الراغبين بالكتابة، وتم تحويل بعض القصص إلى روايات لاقت إقبالاً كبيراً لدى القراء.
وتحدث خلال الجلسة الكاتب الموريتاني د. منّي بونعامة الذي أكد أن هناك العديد من الطروحات والاستقراءات والدراسات التي حاولت تقديم تصور معيّن للمعيار الذي يمكن من خلاله إطلاق مصطلح الأدب الأفريقي، لكنه رأى أن اللغة هي الوعاء الحاضن للإبداع، وكذلك فإن انتماء منتِج الأدب يعتبر من ضمن الخصائص المعيارية التعريفية بطبيعة هذا الأدب.
وأضاف: “ظهرت أول رواية في موريتانيا عام 1981، ويعود سبب تأخر ظهور هذا الجنس الأدبي مقارنة مع الدول العربية إلى التكوين الثقافي للمجتمع، والذي ارتبط بالشعر ليصبح ملازماً لهذا المجتمع ولثقافته، لكن في سياقات لاحقة بدأنا نلاحظ تطوراً بنيوياً في الأعمال المقدمة من قبل الكُتّاب والباحثين الموريتانيين الذين حملوا على عاتقهم الأجناس الأدبية الأخرى ومنها الرواية التي كانت الأكثر تعبيراً عن طموحاتهم”.