قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغيّر المناخ في جلاسكو بإسكتلندا في شهر نوفمبر 2021، اتحد اللاعبون الرئيسيون في قطاع الكتب والمنشورات العلمية بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات بشأن المناخ لإعطاء الأولوية لهذه القضية العالمية المهمة.
وأصدرت مجموعة من المؤسسات العاملة في قطاع النشر بياناً مشتركاً توافق فيه على أن تكون جزءاً من سلسلة من المحادثات حول المناخ التي يعقدها الاتحاد الدولي للناشرين. وستقام سلسلة المحادثات الأولى في معرض فرانكفورت للكتاب في أكتوبر المقبل، تليها جلسات افتراضية، بهدف وضع الاستنتاجات وتحديد الإجراءات المتفق عليها قبل الدورة 26 لمؤتمر “الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ”.
وشملت المنظمات الموقعة على البيان كلاً من: الاتحاد الدولي للناشرين، واتحاد الناشرين الأوروبيين، والاتحاد الأوروبي والدولي لبائعي الكتب، والمجلس الدولي لكتب اليافعين، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)، والاتحاد الدولي للناشرين العلميين والتقنيين والطبيين، وجمعية ناشري المجتمع المتعلّم والمهني، وتحالف الكتاب الأخضر.
يُعرف مؤتمر تغيّر المناخ لهذا العام على نطاق واسع باسم COP 26، وهي الأحرف الأولى من مؤتمر الأطراف، الذي يشمل مجموعة الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في عام 1994. وكانت المعاهدة بمثابة بداية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقال الاتحاد الدولي للناشرين في البيان: “كما رأينا خلال الوباء، تعد الكتب أداة أساسية ستمكن العالم من فهم تغيّر المناخ والاستجابة له. تتمتع جميع أشكال الكلمة المكتوبة بالقدرة على إعلام وإلهام وتشكيل ثقافة مستدامة. من هنا، نحن نشجع إنتاج الأعمال التي يمكن أن تدعم البحث العلمي في أزمة المناخ، وندعم إجراءات تسهيل الوصول إليها، وكذلك تحفيز التغييرات السلوكية اللازمة لمعالجتها. لقد شهدنا بالفعل تقدماً من خلال التعاون مع جهات مثل نادي كتاب الأطفال التابع للأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة والمبادرات الأخرى التي تركز على الكتب والموارد المتعلّقة بالمناخ”.
من ناحيتها، قالت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي الناشرين: “نحن نواجه اليوم التحدي الأكبر لمجتمعنا: تغيّر المناخ. مثل العديد من الأوقات الأخرى في التاريخ، يحتاج المجتمع إلى الأدوات التي تُمكننا جميعاً من الحصول على منظور أوسع وإلهام الجميع لتغيير حياتنا اليومية فعلياً لتصبح أكثر استدامة. ويعد COP 26 نقطة البداية، حيث يتحد الناشرون جنباً إلى جنب مع بقية سلسلة الكتب في أن يصبحوا قوة من أجل الخير ويضعوا الاستدامة وتغيّر المناخ على رأس أولوياتهم”.
ورحبت منظمة الأمم المتحدة بتركيز قادة قطاع صناعة الكتاب على المناخ، وقالت شيري ألديس، رئيسة منشورات الأمم المتحدة: “نرحب بهذه المبادرة لدعم الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة: العمل المناخي. ما لم تكن هناك تخفيضات فورية وسريعة وواسعة النطاق في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فلن نتمكن من الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية. يشجع نادي كتاب أهداف التنمية المستدامة القراء الشباب على اتخاذ إجراءات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك مكافحة تغيّر المناخ، في حين أن ميثاق ناشري أهداف التنمية المستدامة يجمع صناعة النشر لجعل ممارساتها أكثر استدامة. ستساعد سلسلة المحادثات حول المناخ على توحيد الجهود للعمل قبل COP26 ونحن متحمسون للمساهمة في الجلسات”.
وسيحضر المؤتمر، المؤلفة والناشطة السويدية جريتا ثونبرج، والسير ديفيد أتينبورو، وكذلك بابا الفاتيكان والملكة إليزابيث الثانية، والعديد من قادة دول العالم.