في خطاب ملهم بختام المؤتمر الافتراضي لجمعية المكتبات الأمريكية لعام 2021، أكد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لأمناء المكتبات أن ما يفعلونه “أكثر أهمية من أي وقت مضى”، مشيداً خلال الجلسة النقاشية التي جمعته مع المؤرخ الشهير لوني بانش بالمكتبات باعتبارها “قلاعاً للمعرفة والتواصل”، وأضاف: “يحب الناس المكتبات وفكرتها”.
وخلال الجلسة تحدث الرئيس السابق عن الأخبار الكاذبة والديمقراطية والعدالة العرقية، وقال: “تزداد درجة نشر المعلومات المضللة الآن بسرعة كبيرة وبطرق منسقة لم نشهدها من قبل، و”أعمدة الحماية” التي اعتقدت أنها موجودة حول العديد من مؤسساتنا الديمقراطية تعتمد حقاً على اتفاق الطرفين على تلك القواعد الأساسية. ولكن لا يبدو أن هناك من يلتزم بها الآن كما كانت الأجيال السابقة تفعل، وهذا ما يقلقني، وأعتقد أننا يجب أن نشعر بالقلق جميعاً”.
وتحدث أوباما عن تأثير ولادته لأم أمريكية بيضاء وأب أفريقي على نظرته للأمور، وقال: “لا يمكنني اللجوء بسهولة إلى مخزون شخصيات الأبطال والأشرار. فالناس معقدون، مثلما هي البلدان”. وفيما يتعلّق بالديمقراطية في الولايات المتحدة قال: “الاعتقاد الكلاسيكي بأن الناس يمكن أن ينتخبوا ممثلين ويمكنهم اتخاذ القرارات ويمكننا العيش معاً بشكل خاص في مجتمع متعدد الأعراق، يتطلب منا النظر في تعدد الآراء واحترامها”.
وأضاف: “أحد الأشياء التي أشعر بالقلق بشأنها، في بلدنا وحول العالم، كما ذكرت في كتابي الأخير “الأرض الموعودة”، هو صعود الحكم المطلق، والشعور باليقين المطلق بوجود التمييز الذي لا يمكن تجاوزه بيننا وبينهم. وهذا عادة ما يؤدي إلى انهيار الديمقراطية”.
وأكمل: “عندما تكون لديك مجموعة من الأطفال البيض يحملون لافتات تشير إلى أن حياة السود مهمة، فهذا يدل على الاعتراف والتطور الذي يمنحني الأمل. السؤال الآن هو كيف يمكنك البناء على ذلك وإضفاء الطابع المؤسسي عليه وترجمته إلى إجراءات ملموسة؟ أعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال قوانين العدالة الجنائية التي ربما تكون قد قللت من الحجز الجماعي، وكذلك من خلال الاقتصاد والتوظيف وفرص العمل. وإذا بدأنا في رؤية المزيد من التقدم هنا وهناك، فلن نقضي على العنصرية أو التحيّز بشكل مطلق، ولكن يمكننا الحد منها”.
وفي ختام كلمته، امتدح أوباما أمناء المكتبات مرة أخرى على عملهم. وقال: “سواء كنت في بلدة صغيرة، أو مدينة كبيرة، فإنك تفتح العالم لأطفالنا، وتمنحهم إمكانية الوصول إلى الاحتمالات التي قد لا تتوفر لهم بخلاف ذلك، مثل توفير أماكن آمنة تجعل القراءة ممتعة. أنت تعني الكثير ليس فقط لأولئك الأفراد الذين يستفيدون من عملك، ولكنك تعني الكثير لديمقراطيتنا وبلدنا. لذلك نحن نقدر عملك”.