في ظل استمرار رفض موظفي “سايمون وشوستر” لقرار الشركة بالمضي قدمًا في نشر كتاب نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، تحدث أحد كبار الناشرين إلى جانب وكيلة أدبية بارزة في مجلس اللوردات البريطاني عن حرية التعبير والحاجة إلى تعدد الأصوات في قطاع النشر.
ديفيد شيلي، الرئيس التنفيذي لشركة “هاشيت”، وكلير ألكسندر، الوكيلة الأدبية الشهيرة، تحدثا أمام أعضاء لجنة الاتصالات والرقمنة التي تحقق في حرية التعبير عبر الإنترنت، عن “إلغاء الثقافة” وشعور المؤلفين بضرورة فرض الرقابة الذاتية.
سئل شيلي عن كيفية تعامله مع الموظفين الصغار الغاضبين، فقال: “أعتقد أن الشيء المهم الوحيد هو أن تكون منفتحًا جدًا مع موظفيك حول ما تمثله الشركة. نحن منفتحون جدًا على الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى العمل على كتب لا يتفقون معها، فنحن نرغب بتعدد الأصوات ونرغب في أن يجد القراء الكتب التي يرغبون بها في كل مكان”.
الكاتب البريطاني الياباني كازو إيشيغورو الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2017، تحدث مؤخراً عن “عصابة” عبر الإنترنت تجبر الكُتّاب على فرض رقابة ذاتية. وفي العام الماضي هدد الموظفون الشباب الذين يعملون على كتب الأطفال التي ألفتها جي كي رولينج بالتوقف عن عملهم بسبب مواقف مؤلفة “هاري بوتر” المناهضة للمتحولين جنسياً.
وأكد شيلي أن المضي قدماً في نشر كتاب أو عدم الاستمرار في نشره هو مجرد مسألة اقتصادية وقانونية بالنسبة لدور النشر. فإذا لم يكن هناك سوق لعنوان ما، أو إذا خالف القانون، فلن ينشر.
وأضاف: “لدينا قسم قانوني نشط للغاية وقد رفضنا العديد من الكتب من قبل، وقررنا عدم نشرها لأننا شعرنا في بعض الجوانب أنها ستخالف القانون، من خلال تشويه السمعة أو التحريض على الكراهية. لذلك نحن دقيقون بشأن ذلك ونحاول قدر الإمكان عدم اتخاذ أحكام مسبقة على الإطلاق”.
أما كلير ألكسندر فأشارت إلى أن حرية التعبير تمر حالياً بـ”لحظة فاصلة” في المملكة المتحدة. وقالت: “لا يمكن أن يكون الأشخاص الذي يكتب عنهم كثيرٌ من المؤلفين من محض الخيال. من هنا، نواجه صعوبة شديدة في التحقق فيما إذا كان العمل خيالياً فعلاً، أم أنه يحاول الترويج لأفكار تنتقص من فئات أو أقليات معينة”.
وحول الوضع في شركة “سايمون وشوستر”، قالت: “لا أريد أن أكون في موقع إدارة دار النشر هذه لأنهم قد يضطرون إلى قبول ما لا يتوافق معهم لمجرد المحافظة على وظيفتهم. عندما تقول الإدارة الأكبر سناً للموظفين الأصغر سناً: يمكنكم دائماً المغادرة، فإن الوضع يصبح فعلاً كارثياً”.