حقق الناشرون الخمسة الكبار في الولايات المتحدة زيادة في المبيعات والأرباح خلال العام الماضي رغم التأثيرات السلبية لجائحة “كوفيد-19” على صناعة النشر في العالم. وتمكنت المكتبات من تعويض تراجع المبيعات من خلال مواقع الإنترنت، حيث اكتشف الناس أن القراءة “ضرورية” خلال الأوقات الصعبة، حتى لو شعرت الحكومات أن المكتبات التي شملها قرار الإغلاق العام في معظم البلدان، ليست كذلك.
وقالت شركة “بنغوين راندوم هاوس” التابعة لمجموعة “بيرتلسمان”: “على الرغم من جائحة فيروس كورونا، كانت السنة المالية 2020 ناجحة لـ”بيرتلسمان”. استفادت شركة الإعلام والخدمات والتعليم الدولية من جودة وقوة محفظة أعمالها ونمو منتجاتها الرقمية، وتمكنت خلال العام الماضي من الاستحواذ الكامل على “بنغوين راندوم هاوس” وكذلك على شركة “سايمون وشوستر” الأمريكية الشهيرة”.
وقال توماس راب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “بيرتلسمان”: “كان 2020 عامًا استثنائيًا، واختتمناه بنتائج قوية على الرغم من جائحة كورونا”. وأضاف: “إن “بيرتلسمان” متفائلة بتلقي جميع الموافقات المطلوبة من السلطات المعنية في وقت لاحق من العام الجاري. حققت “بنغوين راندوم هاوس” أداءً قويًا في النشر والأعمال، لا سيما فيما يتعلّق بالنجاح العالمي الكبير لكتاب “أرض الميعاد” لباراك أوباما، وهو كتاب آخر حقق مبيعات عالية، بعد “وأصبحت” لميشيل أوباما”.
استحوذت “بنغوين راندوم هاوس” في الولايات المتحدة على أكثر من 58٪ من إجمالي إيرادات الشركة، وقال ماركوس دوهلي، الرئيس التنفيذي للشركة في جميع أنحاء العالم: “في عام 2021، سنستمر في مواءمة مواردنا في المبيعات والتسويق والدعاية. مع سوق يعتمد بشكل متزايد على الإنترنت والتجارة الإلكترونية والقنوات الرقمية، سيساعدنا تحسين خدماتنا عبر الإنترنت في زيادة مبيعاتنا بشكل ملحوظ، وستواصل “بنغوين راندوم هاوس” البقاء بثبات كشريك مخلص وموثوق به للمكتبات”.
وارتفعت المبيعات لعام 2020 بنسبة 7.9٪ في “هاربر كولنز”، و6.5٪ في “هوتون ميفلين بوكس آند ميديا”، و10.7٪ في “سايمون وشوستر”. وكانت “لاجارديه للنشر” الوحيدة التي أبلغت عن انخفاض في المبيعات (0.4٪)، لكن هذا الانخفاض الطفيف كان في مبيعاتها العالمية، أما في الولايات المتحدة، فقد زادت المبيعات بنسبة 3.9٪ العام الماضي.
ومن المثير للاهتمام أن مجموعة “لاجارديه” أبدت ملاحظة تحذيرية للأشهر المقبلة. إذ تساءل مديروها التنفيذيون عما إذا كان افتتاح المطاعم ودور السينما وغيرها من وسائل الترفيه، سيحد من مقدار الوقت المتاح للناس للقراءة، وبالتالي يؤدي إلى تراجع مبيعات الكتب.