خيّم الغضب والحزن بين أوساط العاملين والمهتمين بصناعة النشر على مقتل الكاتب والناشط والناشر اللبناني لقمان سليم الذي عثر عليه ميتًا داخل سيارته في 4 فبراير 2021 بجنوب لبنان، بعد أن تم إطلاق النار عليه عدة مرات.
وقالت بدور القاسمي، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين: “نشعر بالحزن لخسارتنا الناشر لقمان سليم، العضو المهم في مجتمع النشر الدولي، والذي قتل، على ما يبدو، بسبب ممارسة حقه في حرية التعبير، وهو ما يستدعي إجراء تحقيق دولي في وفاته. يجب علينا ضمان عدم خوف الآخرين من الصمت”.
وأكد الاتحاد الدولي للناشرين أنه يؤيد تصريحات الإدانة التي أصدرتها عدة جهات ومنظمات معنية بصناعة النشر في ألمانيا ومن بينها جمعية بائعي الكتب والناشرين الألمان، ومعرض فرانكفورت للكتاب، وهيئة حرية التعبير، الذين قالوا في بيان مشترك: “لقد صدمنا وحزنا بشدة لمقتل المخرج والناشر لقمان سليم، وندعو إلى إجراء تحقيق دولي في هذه الجريمة الوحشية. ينعى مجتمع النشر الدولي مناضلاً شجاعًا وصريحًا وملتزمًا من أجل الحق في حرية التعبير”.
وكان لقمان قد ولد في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية عام 1962 وانتقل إلى فرنسا في عام 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد إلى بيروت في 1988. وفي عام 1990 أسس دار “الجديد” التي تهتم بنشر الأدب العربي والأبحاث الفكرية. وبعدها انتقل إلى السينما وأسس عام 2001 مؤسسة “أمم للإنتاج” التي أنتجت العديد من الأفلام من بينها الفيلم الوثائقي الحائز على جوائز “مجزرة” (2004)، عن مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا، و”تدمر” (2016)، عن سجن تعذيب في سوريا. وفي عام 2004 شارك بتأسيس “أمم للتوثيق والأبحاث” وهي مؤسسة غير ربحية تهتم بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان.
في بلد لا يزال يعاني من تأثيرات انفجار العام الماضي في مرفأ بيروت، تضيف هذه المأساة الأخيرة مزيداً من الشعور بالاضطراب وعدم اليقين والخوف والغضب.