أكد الأكاديمي والكاتب العالمي أمين معلوف، مؤلف الكتب والروايات الأكثر مبيعاً، أن جائحة كورونا تمنح العالم فرصة ذهبية للتفكير في حلول حول كيفية الخروج من المأزق في لحظة صعبة للغاية.
وقال معلوف في جلسة أقيمت عن بُعد ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب 2021 حول كتابه “غرق الحضارات” الذي استشرف الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، والجائحة العالمية، والركود الاقتصادي: “نحن نمر بلحظة صعبة للغاية ولهذا السبب علينا أن نفكر في كيفية الخروج من المأزق. إنها بداية جيدة للنظر إلى المستقبل “.
وعلى الرغم من أن عنوان “غرق الحضارات” بث شيئاً من اليأس في نفوس القراء، إلا أن معلوف أصر على أنه علامة على التفاؤل للنظر في الحلول، مؤكداً أن شعوب الشرق الأوسط، التي افتقرت إلى الثقة سابقاً، عليها أن تثق في ذاتها حالياً نظراً لانتمائها إلى حضارات عظيمة، وبسبب تراكم خبرتها الآن وانفتاحها على العالم.
وبالنسبة لمعلوف، لم يكن كورونا مفاجأة، وأشار: “كان بإمكاننا تنظيم حياتنا ولكننا لم نفعل ذلك واستمرت البشرية بالسير في الاتجاه الخاطىء. كورونا ليست مفاجأة، إنها مثل الجبال الجليدية التي واجهتها سفينة “تايتانيك.
وأضاف: “الآن، يمر العالم بتهديدات للبشرية مع وجود انقسامات وسط محنته. فقد جمعت العولمة الناس معاً في منتدى عالمي لكنها لم تجمعهم سوياً. لقد جعلنا ذلك ننظر إلى ما يميزنا عن الأشخاص الجالسين بجانبنا. كلنا نبدو مثل بعضنا البعض، لدينا نفس الرؤى والتطلعات والأدوات ولكننا في نفس الوقت نريد أن نعتقد أننا مختلفون”.
وأشار إلى أن كثيراً من الناس غير قادرين على رؤية أنفسهم على أنهم يحملون هويات متعددة. وقال: “يمكن للبشر أن يقوموا بدور لخلق المفهوم الواسع للبشرية. المهاجرون مثلاً يتشددون في فرض عاداتهم على أطفالهم بدلاً من تعليمهم التكيف. لقد تأثرنا بالعلم ولكننا لم نتمكن من التعامل مع هذا التطور، لذلك قمنا بحماية أنفسنا من خلال العودة إلى أجدادنا”.
وشعر المتابعون للجلسة الافتراضية أن معلوف قد حاكى بالفعل الأحداث الأخيرة التي وقعت في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أحد كتبه التي صدرت عام 1990 والتي ناقشت عدم الثقة بين الحكومة والسلطة، والمشهد المحلي والعالمي. وقال: “لقد مرت الولايات المتحدة بسنوات غريبة للغاية والعديد من الإدارات السابقة كانت على علم بما كان يحدث لكنها لم تفعل شيئاً. بالطبع تواجدت مشكلات العنصرية في الولايات المتحدة منذ زمن ولا أعرف كيف تُرك هذا الأمر ليتدهور إلى هذا المستوى”، مشيراً إلى أنه يتوقع سنوات طوال من الصراع بين القوة الصاعدة، الصين، والولايات المتحدة، القوة القائمة.