توفي مؤخراً الكاتب البريطاني، والجاسوس السابق، جون لو كاريه، وهو الاسم المستعار للكاتب ديفيد كورنويل، عن عمر يناهز الـ89 عاماً بعد إصابته بالتهاب رئوي، تاركاً مجموعة من الروايات التي تحول بعضها إلى أفلام سينمائية ومن أبرزها “جنازة في برلين”، و”الجاسوس الذي جاء من البرد”، و”سمكري، خيّاط، جندي، جاسوس” التي نشرت ترجمتها العربية دار التنوير عام 2015.
وقالت ماري ماونت، المحررة في دار “بنجوين راندوم هاوس” التي عملت على تحرير روايات جون لو كاريه خلال السنوات العشر الأخيرة: “تشكل وفاة جون خسارة فادحة لنا جميعًا في الدار وللمجتمع الثقافي والسياسي في المملكة المتحدة. كان لو كاريه كاتبًا يهتم كثيرًا ببلده بقدر اهتمامه بعمله. لقد كان العمل معه على مدى السنوات العشر الماضية متعة كبيرة. لم تتراجع جودة كتاباته أبدًا عبر روايات يُحسد عليها حقًا وكانت قدرته على العمل الجاد غير عادية”.
من ناحيته قال توم ويلدون، الرئيس التنفيذي لشركة “بنجوين راندوم هاوس المملكة المتحدة”: “شرف كبير لنا جميعاً أن نكون الناشر لأعمال جون لو كاريه. لا يمكن المبالغة في مساهمته لبلدنا، ونحن مدينون له بالكثير من الامتنان. ستُقرأ أعماله وتُحب لأجيال عديدة قادمة”.
أما جوني جيلر، الرئيس التنفيذي لمجموعة “كورتيس براون” ووكيل لو كاريه فقال: “كان جون عملاقًا بلا منازع في الأدب الإنجليزي. لقد تناول حقبة الحرب الباردة وتحدث بلا خوف عن الحقيقة في العقود التي تلت ذلك. تمت قراءة أعماله وأحبها القراء في جميع أنحاء العالم لمدة ستة عقود. جعلته روايته الثالثة “الجاسوس الذي جاء من البرد” عام 1963 أشهر كاتب لأدب الجاسوسية في العالم. لقد مثلت جون لما يقرب من 15 عامًا، وأعترف أنني فقدت مرشدًا وملهمًا والأهم من ذلك أنني فقدت صديقًا. لن نرى مثله مرة أخرى”.
اعتمد لو كاريه على تجاربه الخاصة في العمل لدى جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 خلال سنوات الحرب الباردة، على الرغم من أن رواياته تجاوزت أدب الجاسوسية لتصبح أعمالًا خيالية مشهورة بحد ذاتها. في سبتمبر 2018، تم إعادة نشر جميع رواياته ضمن سلسلة “بنجوين مودرين كلاسيك لتصبح واحدة من أكبر الأعمال الأدبية المنشورة لكاتب معاصر في هذه السلسلة.
وضعت صحيفة “فاينانشيال تايمز” جون لو كاريه إلى جانب تشارلز ديكنز وجاين أوستن باعتبارهم من أهم الأدباء الإنجليز وأكثرهم شهرة وانتشاراً. في عام 2018، حصل على جائزة “أولوف بالمه” التي تحمل اسم رئيس الوزراء السويدي الذي تم اغتياله عام 1986، وذلك تقديراً لمجموعة رواياته التي تتناول “حرية الفرد والقضايا الأساسية للبشرية”. وتبرع لو كاريه بكامل مبلغ الجائزة (100 ألف دولار أمريكي) إلى منظمة “أطباء بلا حدود”. وقدم للقراء 26 رواية وكتاباً، ونشرت أعماله من قبل 47 دار نشر في جميع أنحاء العالم.