في خطابه السنوي الملهم للمؤلفين والرسامين العاملين في الدار، تحدث ديفيد شيلي، الرئيس التنفيذي لشركة “هاشيت – المملكة المتحدة”، عن التأثير الإيجابي للإبداع على حياة الناس في عام “لا مثيل له” على حد تعبيره.
وقال: “شكراً لكم جميعاً على مساهمتكم الثقافية للعالم في هذا الوقت العصيب. أحاول تجنب أن أكون سياسيًا في خطابات كهذه، ولكن عندما يتم حث المبدعين على إعادة التدريب والقيام بوظائف أخرى أكثر عملية، أعتقد أنني رأيت الكثير من الأدلة الملموسة على التأثير الإيجابي للإبداع على حياة الناس، وأن العالم الآن بحاجة إلى روح الفن أكثر من أي وقت آخر في التاريخ الحديث”.
وأشار شيلي إلى المبيعات الدولية كانت متباينة خلال العام الجاري، لكن مبيعات المملكة المتحدة اعتباراً من شهر يونيو الماضي فصاعدًا كانت قوية. وعلى الرغم من زيادة المبيعات في أستراليا بسبب انخفاض عدد أيام الإغلاق، إلا أن نيوزيلندا والهند “تضررت بشدة” من إغلاق المستودعات. وأضاف: “شهدت أيرلندا أيضًا نمواً كبيرًا من حيث المبيعات. وفي الشرق الأقصى والشرق الأوسط وأوروبا، شهدنا مبيعات غير مستقرة مع فترات الذروة والانخفاضات اعتمادًا على عدد أيام الإغلاق في تلك المناطق، ولكن من دواعي سرورنا، أن هذه المبيعات تتساوى على مدار العام مع معدل المبيعات الطبيعي إلى حد ما”.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة “هاشيت – المملكة المتحدة” أن الأخبار الأكثر إيجابية كانت في المملكة المتحدة، حيث أعقب أبريل “الباهت” شهر مايو أفضل بكثير و”صيف مزدهر بشكل مدهش”. وقال: “كل شهر من يونيو فصاعدًا كان أفضل من الشهر المماثل له العام الماضي. كان هذا مفاجئًا للغاية في البداية، نظرًا لأنه على الرغم من بقاء محلات السوبر ماركت مفتوحة طوال الوقت، فقد تم إغلاق المكتبات ومتاجر الكتب حتى بداية شهر يوليو. لكن المستهلكين ظلوا يتدفقون عبر الإنترنت – ليس فقط على “أمازون”، ولكن أيضًا على “ووترستونز” و”دبليو إتش سميث” والمكتبات المستقلة، التي شهد الكثير منها زيادة في المبيعات عبر الإنترنت بالمئات أو حتى الآلاف في المائة. يعود الفضل جزئيًا إلى الجهود “البطولية” التي بذلها العاملون في هذه الصناعة للترويج للكتب، كما كانت هناك تغطية ممتازة لإصدارات دور النشر في وسائل الإعلام خلال هذا الوقت، مع اقتراحات حول القراءات المقترحة أثناء الإغلاق. كانت هناك أيضًا بعض الفعاليات الرائعة عبر الإنترنت التي غالبًا ما اجتذبت حشودًا ضخمة، وشارك فيها الكثير منكم”.
وذكّر شيلي بحركة “حياة السود مهمة” التي أدت إلى قيام دار النشر باتخاذ المزيد من الإجراءات من أجل زيادة حضور المؤلفين والرسامين والمترجمين ومحترفي النشر من السود في هذا القطاع، بهدف إحداث تغيير إيجابي في هذه الصناعة”.
وأنهى ديفيد شيلي رسالته بالتعبير عن المشاعر التي يتفق معها جميع العاملين في صناعة الكتاب: “لقد كان عامًا لا مثيل له.. مليئًا بالتحديات من نواحٍ كثيرة. من خلالها اكتسبت قدرًا هائلاً من الصبر والحكمة والمعرفة والفرح من الكتب التي كتبتها وترجمتها ونشرتها. لقد قرأت أيضًا الكثير والرسائل التي تبعث على الدفء من الأشخاص الذين ساعدتهم كلمات ورسوم كل كاتب ورسام خلال هذا العام الفظيع. مهمتنا هنا هي المساعدة في العثور على أوسع جمهور ممكن لعملنا. وبالتأكيد هناك أعدادٌ متزايدة من الأشخاص حول العالم يرغبون في قراءة كتبنا، ومن سيذهبون إلى طريق طويل للبحث عنها. أشعر بالنشاط والحماس الشديد حيال هذا وأتعهد بأننا سنبذل قصارى جهدنا لمواصلة إيجاد قراء جدد لإصداراتنا”.