استحوذت مجموعة “برتلسمان” الألمانية على دار نشر “سايمون وشوستر” من مجموعة “فاياكوم سي بي اس” الأميركية، مقابل 2,18 مليار دولار أمريكي، ليصبح عدد مجموعات النشر الكبرى أربعة بدلاً من خمسة، وتتحول المجموعة الألمانية إلى أكبر ناشر في العالم، قبل “هولتزبرينك” مالكة دار “ماكميلان”، و”نيوز كورب” مالكة دار “هاربر كولينز”، و”لاجاردير” مالكة دار “هاشيت”.
عمليات الاستحواذ المستمرة على دور النشر من قبل مجموعات الإعلام والنشر الكبرى رفعت أصوات المطالبين بإعادة النظر في هذه الصفقة بسبب مخاوف الاحتكار. في الولايات المتحدة، دعت نقابة المؤلفين وزارة العدل إلى منع إتمام عملية الشراء. وقالت النقابة في بيان صحفي: “لقد علّمنا التاريخ أن المؤلفين يتضررون أكثر من مثل هذه الاندماجات بسبب تسريح موظفي التحرير، وإلغاء العقود، وتقليل التنوع بين المؤلفين والأفكار، وتبني نهج أكثر تحفظًا للمخاطرة، وعدد أقل للأقسام أو المجالات التي يجوز للمؤلف أن ينشر تحتها. ولذلك ندعو وزارة العدل إلى معارضة شراء “برتلسمان” لشركة “سايمون وشوستر”، ورفض السماح بمزيد من الاندماج في صناعة نشر الكتب بالولايات المتحدة”.
وشملت قائمة المعترضين، رابطة الناشرين في المملكة المتحدة. وقال آندرو فرانكلين، المدير في الرابطة: “الاستحواذ لا علاقة له بالنشر الجيّد، ولكنه محاولة من “برتلسمان” لامتلاك المزيد من الاحتكار، وهو بالتالي أمر غير صحي، لا للمنافسة، ولا للمؤلفين، ولا حتى للمكتبات، لأن مثل هذه الخطوة ستضع المجموعة الألمانية في صدارة قيادة صناعة النشر، وبالتأكيد سيكون هناك المزيد من فقدان الوظائف في هذه الصناعة، كما ستعمل المجموعة على الضغط على المكتبات، والمؤلفين، والوكلاء الأدبيين، والمطابع، وموردي الورق، للحصول على أسعار أفضل”.
وقال روبرت طومسون، الرئيس التنفيذي السابق لـ”نيوز كورب”: “من الواضح أنه لا يوجد منطق سوقي لعرض بهذا السعر – فقط منطق مناهض للسوق من أجل الاحتكار. لا تشتري “برتلسمان” شركة لنشر الكتب فحسب، ولكنها تشتري الهيمنة على السوق باعتبارها مجموعة عملاقة للنشر. سيدفع الموزعون، وتجار التجزئة، والمؤلفون، والقراء، ثمن هذه الصفقة من أموالهم وحصصهم لفترة طويلة جدًا في المستقبل. ستحصل المجموعة الألمانية على حصة تصل إلى 70% من كتب الأدب والأعمال الخيالية في الولايات المتحدة. هناك بالتأكيد شروط قانونية كثيرة لا نعلمها، وأتساءل إذا كانت المجموعة ستنشرها”.
لكن البعض الآخر كان أقل انتقادًا. أشار جوني جيلر، الرئيس التنفيذي لشركة “كريتس براون”، إلى أن اندماج “بنغوين” و”راندوم هاوس” تم بسلاسة، مضيفاً أن شركات النشر بشكل عام تحتفظ بهويتها واستقلاليتها حتى ما بعد الاستحواذ. فيما قالت كلير ألكسندر من “ايتكن ألكسندر اسوشيتس” إلى أن الصفقة ستكون أفضل لـ”سايمون وشوستر”، خصوصاً أن “برتلسمان” أثبتت من خلال تجارب سابقة قدرتها على الاحتفاظ باستقلالية وشفافية التحرير لمختلف الأقسام والعلامات المنضوية تحتها.
لكن كان هناك تحذير آخر من الولايات المتحدة. قال جيل هوشمان، رئيس جمعية الوكلاء الأدبيين الأمريكيين: “لدينا احترام كبير لكل من “برتلسمان” و”سايمون وشوستر” وكلاهما شركتان جيّدتان تصدران الكثير من الكتب الرائعة، ونتمنى لهما التوفيق. ومع ذلك، لدينا مخاوف كبيرة من أن استمرار تركز الصناعة في أيدي شركات أقل قد يضيق الخيارات المتاحة للمؤلفين، ويضر بقدرتهم على بيع أعمالهم، ويقلل من تنوع وجهات النظر والحيوية الضرورية للغاية لمستقبل صناعة الكتاب”.