صدور النسخة العربية لديوان “خريفٌ يقفُ خلفَ النَّافذة” لريتشارد رايت
ضمن سلسلة مختارات الشِّعر الأمريكي التي ترسمُ خريطةً لأهمِّ الاتجاهات والمدارس الشعرية التي ظهرت وعاشت في أمريكا، صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا، مجموعة مختارات شعرية لأحد أبرزِ علامات تجارب الهايكو الأمريكيِّ الشَّاعر ريتشارد رايت، حملت عنوان “خريفٌ يقفُ خلفَ النَّافذة”، اختارها وترجمها سامر أبو هوّاش.
وكان رايت الذي عاش في منفاه الاختياري بباريس هَرَبَاً من الاضطهاد المُتزايد للشُّيُوعيِّيْن أو المُتَّهمين بالشُّيُوعيَّة في خمسينيَّات القرن الماضي، قد عاود اكتشافَ الشِّعْر الذي مارسَهُ في بداية حياتِهِ الأدبيَّةِ في الثلاثينيَّات. لكنه، هذه المرَّة، لم يكن “شاعراً ثوريَّاً” مثلما كان يُوصَف الشُّعراء الاحتجاجيُّون على امتداد القرن الماضي، بل اختار الشكلَ الشِّعْرِيَّ الأبعدَ عن السِّياسةِ والأيديولوجيا والحراكِ الاجتماعيِّ والغضبِ والثَّورة، وهو الهايكو.
جاء الكتابُ في 176 صفحة من القطع الوسط، ومن القصائد التي جاءت فيه، نختار القصيدة التالية:
مثلُ صِنَارَة،
الظِّلُّ الطَّويلُ لزهرةِ عبَّادِ الشَّمس
يرتعشُ على سطحِ البُحيرة.
الشَّاطئُ ينسلُّ هارباً
من السَّفينةِ الكئيبة
في ضَبَابٍ خريفيٍّ.
أوراقٌ صُفْرٌ مُتعفِّنة
تفوحُ منها رائحة
الموتِ والأملِ معاً.