تدير النساء مطبوعات ودور نشر أصغر حجمًا، لكنهن ما زلن غير منتشرات على مستوى الرئيس التنفيذي، على الرغم من الاستثناءات الملحوظة مثل الراحلة كارولين ريدي من دار “سايمون وشوستر” ومادلين ماكنتوش من “بنجوين راندوم هاوس”.. كان ذلك من بين الاستنتاجات التي توصلت إليها جلسة “المرأة في عالم النشر” التي أقيمت بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة لمؤتمر الناشرين الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب مؤخراً.
وناقشت الجلسة التي شاركت فيها نخبة من الرائدات في مجال النشر، الدور الذي تلعبه المرأة في صناعة الكتاب وأثر جهودها على حراك النشر، مستضيفاً كلاً من أزافي أمولابي أوغوسي، الرئيس التنفيذي لشركة “باريسيا بابليشرز المحدودة” في نيجيريا؛ وهالة عمر، مالك ورئيس تنفيذي دار هلا للنشر والتوزيع في مصر؛ وجوديث روزينزفايغ، مدير الحقوق الأجنبية في دار “غاليمار للنشر” الفرنسية؛ وريغان آرثر، ناشرة ونائبة الرئيس التنفيذي لدار “ألفريد أ. كنوبف” في الولايات المتحدة، وأدارتها إيما هاوس، مستشار إداري في مجموعة أوريهام من المملكة المتحدة.
وقالت جوديث روزينزفايغ متحدثة عبر تطبيق “زووم”: “على الرغم من أنه في السنوات العشر الماضية كان بإمكانك رؤية المزيد من النساء في المناصب العليا، إلا أنه لا يزال ذلك أمراً غير متوازن. إذ يشغل الرجال المناصب العليا، رغم أن هذا آخذ في التناقص”. مشيرة إلى أن معلمها كان رجلاً وأن الرجال بشكل عام في فرنسا يشكلون 75٪ من القوة العاملة.
وأضافت: “بدأت مشوار النشر قبل 25 عاماً، من شركة صغيرة للنشر والإنتاج الأدبي، وخضت التجارب وتعلمت منها، وبحثت عن أساليب وطرق جديدة، كما حرصت على تطوير خبراتي ومهاراتي، ولا أنكر المساندة التي قدمها لي العديد من الزملاء، واليوم إذا نظرنا إلى قطاع النشر نلمس الحضور الكبير الذي تشكله المرأة فيه لأنه خلال العقد الماضي كان من الصعب أن نجد للسيدات حضوراً في المناصب القيادي”.
وفي مقطع فيديو مسجّل مسبقًا، قالت ريغان آرثر أنه قبل 30 عامًا، عندما بدأت العمل في الشركة، كانت المرأة الوحيدة في الاجتماع، لذلك كان من الطبيعي أن تكون الشخص الذي يدوّن الملاحظات ويصنع القهوة للحضور. مشيرة إلى أن “هذه لم تعد هي القضية. أعتقد أن البشرية جمعاء أصبحت الآن أكثر وعياً”.
وأضافت: “بصفتي محررة شابة، فقد ساندني الرجال ولم أشعر أبدًا أن جنسي يعيقني. لكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة المنزلية يمثل تحديًا. أعتقد أنه من المتوقع دائمًا أن تقوم النساء باستلام أبنائهن من المدرسة أو المغادرة مبكرًا بسبب وجود حدث أو اجتماع مدرسي. وأعتقد أنه بالنسبة للآباء العاملين الذين لديهم أطفال صغار، كان الأمر صعبًا بشكل خاص أثناء الوباء”.
وقالت أزافي أمولابي أوغوسي أنها فخورة بتأسيس دار النشر الثانية التي تديرها امرأة في نيجيريا، مؤكدة أن المرأة اليوم تحتل مكانة متقدمة في قطاع النشر ولها إنجازات ملموسة على أرض الواقع. وأضافت: “في نيجيريا، هناك نوعان من دور النشر، الدور الحديثة المهتمة بنشر الروايات مثل الدار التي أديرها، والدور الكبيرة المتخصصة في النشر التعليمي والتي يديرها الرجال”.
من جانبها، قالت الناشرة هالة عمر: “انطلقت في مجال النشر قبل عقدين من الزمن، من مكان صغير، كنت أبيع فيه كتباً وهدايا على امتداد عشرة أعوام، ثم انتقلت إلى تأسيس الدار، ولا يمكنني إنكار الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في القطاع، لكنني تجاوزتها وتعلمت الكثير من الأخطاء واستفدت منها، كنت أقضي وقتاً طويلاً في طرح الأسئلة، لأنني أؤمن بأن هذه المهنة تحتاج إلى الشغف والكثير من الجهود للارتقاء والتطوير”.
وعندما سُئلت عما يجب على النساء فعله من أجل معالجة عدم التوازن بين الجنسين في المناصب القيادية العليا، كان رد روزينزفايغ واضحًا: “إنها مسألة تعليم. لا تشعر المرأة بالثقة أو الكفاءة الكافية، لتصل إلى المناصب القيادية. أعتقد أن الآباء يجب أن يثقفوا بناتهم ليحققن القمة”.
وأشادت مديرة الجلسة إيما هاوس بمبادرة PublisHer التي أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وأثنت على دورها في “تعزيز التوازن بين الجنسين والاحتفاء بالمرأة في القيادة”.
مسيرة الكاتبة والروائية صالحة عبيد
واستضاف المؤتمر الكاتبة الروائية الإماراتية صالحة عبيد في جلسة أدارتها ليلى الوافي تطرقت خلالها الكاتبة للحديث عن مسيرتها في مجال الكتابة وانشغالاتها على صعيد الإبداع الروائي والقصصي، كما تناولت الحديث عن بداياتها وعلاقتها مع معرض الشارقة الدولي للكتاب والأثر الذي تحدثه الذاكرة على مسيرة المبدع وأعماله، إلى جانب العلاقة ما بين الكاتب ومحيطه ودورها في خلق حبكة متوازنة ومثالية لأعماله.