في أعقاب تصريح الكاتبة والروائية البريطانية السوداء برناردين إيفاريستو خلال مشاركتها في ندوة افتراضية بمعرض فرانكفورت للكتاب أن “قطاع النشر في المملكة المتحدة يستحوذ عليه المؤلفون البيض تقريباً، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للكثيرين من الكتّاب”، أطلقت دار النشر البريطانية “بنجوين راندوم هاوس” حملة لمعالجة التحيّز للمؤلفين من أصحاب البشرة البيضاء في مدارس المملكة المتحدة.
ودخلت “بنجوين راندوم هاوس” في شراكة مع “رينميد ترست” Runnymede Trust، وهي مؤسسة أبحاث مستقلة رائدة بالمملكة المتحدة في مجال المساواة بين الأعراق، لتنفيذ الحملة الهادفة إلى جعل تدريس الأدب الإنجليزي أكثر شمولاً ومساواة بين جميع الأعراق المكونة للمجتمع، والتزمت دار النشر العريقة بإجراء بحث تاريخي لفهم المشكلة بشكل أفضل واستكشاف الحلول الممكنة، مع استطلاع آراء المعلمين والطلاب في الموضوع.
وستدعم الحملة التغيير في الفصول الدراسية على المدى الطويل من خلال توفير أدوات عملية وإبداعية لتمكين المعلمين والطلاب. وقالت “بنجوين راندوم هاوس”: “تتضمن المبادرة العمل مع المؤلفين الذين ننشر إصداراتهم، بالإضافة إلى التبرع بالكتب، وإنشاء موارد مجانية، وإقامة تحالفات مع الخبراء والمنظمات الذين يناضلون من أجل إصلاح التعليم. باعتبارنا دار نشر، لدينا دور حاسم نلعبه في نشر المزيد من كتب المؤلفين “الملونين” لجميع الأعمار”.
الحملة التي تحمل عنوان “ليت إن كالر” Lit in Color قامت بمراجعة الكتب التي يدرسها الطلاب في المملكة المتحدة بين عمر 16 و18 عاماً من أجل امتحانات GCSE و A Level. وقد تبيّن أنه من بين 65 رواية ومسرحية يمكن للطلاب دراستها، كُتبت 56 منها من قبل مؤلفين بيض. من بين الكتب التسعة التي كتبها مؤلفون ملونون، تم اقتراح أربعة منها فقط للدراسة في العام الماضي. وتحتوي دورة واحدة للأدب الإنجليزي على رواية أو مسرحية واحدة كتبها مؤلف أسود.
وقال توم ويلدون، الرئيس التنفيذي لـ”بنجوين راندوم هاوس” في المملكة المتحدة: “في أفضل حالاته، يوفر الأدب الإنجليزي للشباب جواز سفر لرؤية وفهم العالم من خلال عيون الآخرين، وإلهام حب القراءة مدى الحياة، والشعور الأساسي بالانتماء. لذلك يعد الوصول إلى مجموعة متنوعة تعكس التنوع الاجتماعي من الكتب والمؤلفين والشخصيات أمرًا أساسيًا – في الفصول الدراسية والمكتبات المدرسية وفي المنزل، لكن الحقيقة هي أن شبابنا ما زالوا يدرسون مناهج الأدب الإنجليزي التي كتبها في الغالب مؤلفون بيض، ومعظمهم من الذكور، وهو أمر لا يعكس المجتمع المعاصر ولا يلهم هذه الجيل للقراءة خارج الفصول الدراسية”.
من جانبها قالت الدكتورة حليمة بيغوم، مديرة “رينميد ترست”: “من المحزن أن نشاهد ندرة الأعمال التي ألفها كتّاب من الأقليات العرقية، وهو ما يعني أن مناهجنا الوطنية فشلت في تقديم انعكاس حقيقي لمجتمع المملكة المتحدة، وروابطنا مع الكومنولث، وقصة هجرتنا من دول عديدة، بل وفشلت أيضاً في دعم النسيج الغني لتنوع بلادنا، ونتمنى من خلال شراكتنا مع “بنجوين راندوم هاوس” لتدريس الأدب الإنجليزي المتنوع والمتعدد في فصولنا الدراسية، أن ننجح في إطلاق الخيال الجماعي لأطفالنا والاستمرار في تشكيل هويتنا الوطنية”.