مُنحت جائزة نوبل للآداب هذا العام للشاعرة الأمريكية لويز غلوك، التي تم تكريمها لـ”صوتها الشعري الذي لا لُبس فيه، والذي يضفي بجماله المجرّد طابعاً عالمياً على الوجود الفردي”، وفقاً للجنة التحكيم في الأكاديمية السويدية التي تشرف على الجائزة. لكن قبل هذا الإعلان، لم يعرف الكثير من الناس من هي غلوك.
ولدت لويز غلوك بنيويورك في 22 أبريل 1943، وتعيش حاليًا في كامبريدج بولاية ماساتشوستس. عُرفت أول مرة في عام 1968 عندما أصدرت مجموعتها الشعرية “Firstborn”، التي تضمنت قصائد متنوعة ذات أبيات شعرية ساخطة وغاضبة، وهو ما أزعج النقّاد آنذاك. وتضمنت المجموعة مقارنات مع شعراء من بينهم جورج إليوت، وجون كيتس، وإميلي ديكنسون.
نشرت غلوك حتى الآن 12 مجموعة شعرية، بالإضافة إلى مجلدات من المقالات حول الشعر. تشمل موضوعاتها الأساسية الطفولة، والحياة الأسرية، والعلاقة الوثيقة بين الوالدين والأشقاء. كما تستلهم قصائدها من الأساطير اليونانية وشخصياتها، مثل بيرسيفوني ويوريديس، الذين غالبًا ما يكونون ضحايا الخيانة.
لويز هي ابنة دانيال وبياتريس غلوك. توفيت ابنتهما الأولى قبل ولادة لويز، وهو حدث أثّر فيما بعد على الشاعرة بعمق وخصوصاً في موضوعات الفقدان والحزن الظاهرة في أعمالها. ولدت ابنة أخرى بعد ولادة لويز، فأصبحت شقيقتها الصغرى من أعز أصدقائها.
كان لدى جلوك معرفة قوية بالأساطير اليونانية في سن الثالثة. شجع والدها، الذي أراد أن يصبح كاتبًا لكنه قرر في النهاية الدخول في عمل مع صهره، ووالدتها، التي كانت تحب الأعمال الإبداعية وتقدر الفنون، جلوك وأختها على تطوير أي ميول أو مواهب لديهن في مثل هذه المجالات.
في سن المراهقة، أصيبت غلوك بفقدان الشهية العصبي، وهي حالة وصفتها بأنها مظهر من مظاهر الحاجة الشديدة للسيطرة والتحكم بشكل الجسم والخوف من زيادة الوزن. أصبح فقدان الشهية الذي تعاني منه في النهاية شديدًا لدرجة أنها انسحبت من المدرسة الثانوية في عامها الأخير لبدء جلسات التحليل النفسي، والتي استمرت سبع سنوات.
بعد تخرجها من مدرسة هيولت الثانوية في لونج آيلاند عام 1961 والتحاقها بكلية سارة لورانس في برونكسفيل بنيويورك عام 1962، درست غلوك في جامعة كولومبيا خلال عامي 1963-1966 و1967-1968، كما التحقت بورشة شعر حيث أثّر عليها الشاعر والأكاديمي ستانلي كونيتز بشكل كبير. في عام 1966، فازت بجائزة أكاديمية الشعراء الأمريكيين، وفي عام 1967، وهو نفس العام الذي تزوجت فيه من تشارلز هيرتز جونيور، نالت زمالة مؤسسة روكفلر. في عام 1968، نُشر كتاب غلوك الأول “فيرست بورن”، وتلاه حصولها على المنحة الوطنية للفنون في عام 1969.
في عام 1975، نالت زمالة غوغنهايم ونشر كتابها الثاني “ذا هاوس أون مارشلاند”، كما أمضت عامي 1976-1977 كأستاذ زائر في جامعة أيوا بينما كانت تعمل أيضًا عضواً في هيئة تدريس وعضوة في ماجستير إدارة الأعمال. في عام 1977 تزوجت من جون درانو بعد انفصالها عن زوجها الأول، ثم قبلت منصب أستاذ الشعر في جامعة سينسيناتي في ربيع عام 1978، كما عملت أستاذاً زائراً في جامعة كولومبيا عام 1979.
في عام 1985، حصلت غلوك على العديد من الجوائز من أبرزها: جائزة نقّاد الكتاب الوطني، وبوسطن غلوب، وجمعية الشعر الأمريكية عن كتابها الرابع “انتصار أُخيل”. كما حصل كتابها الخامس، “أرارات”، على جائزة بوبيت الوطنية. تبع ذلك فوزها بجائزة بوليتز وجائزة ويليام كارلوس ويليامز من جمعية الشعر الأمريكية عن كتابها السادس “ذي وايلد أيريس” (1992). حصل كتابها الذي تضمن مقالات عن الشعر ونظرياته (1994) على جائزة مارثا البراند للأعمال غير الروائية. تم اختيارها مستشارة خاصة لمكتبة الكونغرس في عام 1999. ومن بين الجوائز الأخرى التي حصلت عليها جائزة الكتاب الوطني لعام 2014 عن مجموعتها الأخيرة “فيثفول آند فيرتووس نايت”.
تعد لويز رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب منذ عام 2010، والمرأة السادسة عشرة منذ أن مُنحت جوائز نوبل لأول مرة في عام 1901 – ومن بين الفائزات السابقات توني موريسون، ودوريس ليسينج، ونادين جورديمر. وكان بوب ديلان آخر أمريكي يفوز بالجائزة الأدبية الرفيعة في عام 2016.
وكانت الأكاديمية السويدية قد أجلت منح جائزة نوبل للآداب للعام 2018 وذلك للمرة الأولى منذ نحو سبعين عاماً، على خلفية فضيحة اغتصاب واعتداء جنسي طالت زوج عضوة في الأكاديمية. وتم العام الماضي الإعلان عن أسماء اثنين من الفائزين، حيث ذهبت جائزة 2018 إلى الكاتبة البولندية أولغا توكارتشوك، وجائزة عام 2019 للنمساوي بيتر هاندكه.
وقد أثار فوز هاندكه بالجائزة جدلاً كبيراً بسبب دعمه للصرب خلال حروب البلقان. الكاتب، الذي أطلق عليه لقب “المدافع عن جرائم الحرب الصربية”، وصفه الكاتب سلمان رشدي بأنه “معتوه عالمي”. قاطعت عدة دول بما في ذلك ألبانيا، والبوسنة والهرسك، وتركيا حفل توزيع الجائزة التي تبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة (أكثر من 1.1 مليون دولار / 870 ألف جنيه إسترليني).