تحظى قصة حياة اللاجئ الصومالي عمر محمد باهتمام دولي كبير، بعد أن قضى 15 عامًا في مخيم داداب للاجئين في كينيا، وسجل هذه التجربة الإنسانية في رواية مصورة بعنوان “عندما تكون النجوم مبعثرة” When Stars are Scattered نشرتها مؤخراً Penguin Young Readers US التابعة لمجموعة بنغوين للنشر.
النجاح الكبير للرواية التي شاركت في تأليفها رسامة الأطفال الحائزة على جوائز فيكتوريا جاميسون، أدى إلى بيع حقوق نشرها إلى عدد من أهم وأكبر دور النشر في العالم، ومن بينها في المملكة المتحدة (Faber)، واليابان (Godo Shuppan)، وإسبانيا (Ediciones Maeva)، ولا زالت حقوق النشر العربية متاحة.
وقالت دار النشر في تقديمها للكتاب: “قضى عمر وشقيقه الأصغر حسن معظم حياتهما في مخيم للاجئين. الحياة صعبة هناك: لا يوجد ما يكفي من الطعام، ومملة بشكل مؤلم، ولا تتوفر الرعاية الطبية. يعرف عمر احتياجات أخيه بدون أن يطلبها. لذلك عندما يتاح له الذهاب إلى المدرسة، فإنه يعلم أنها قد تكون فرصة لتغيير مستقبلهما. في هذه الرواية المصورة يجتمع الحنان والأمل والمرح ليروي حكاية طفولة تمضي في الانتظار … إنها نظرة حميمة ومهمة ولا تُنسى في الحياة اليومية للاجئين”.
وعلى الرغم من أن الكتاب لا يخجل من استعراض جوانب حقائق الحياة القاتمة في المخيم مثل الجوع، والانتظار الذي لا ينتهي، وحزن الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم أثناء هروبهم من الحرب – إلا أن محمد يتناول أيضاً الإيجابيات التي رافقت هذه الظاهرة لمنح اللاجئين الصغار معنى الشعور بالأسرة، مثل الأخصائيين الاجتماعيين، والأم الحاضنة التي تعتني بالأطفال عندما يذهب الأكبر منهم سناً إلى المدرسة. وقال محمد لصحيفة نيويورك تايمز: “في مخيم للاجئين، يتم تذكيرك دائمًا بالأشياء التي فقدتها. إنه صراع شجاع ومؤلم للتركيز ليس على ما فقدته… ولكن على ما أعطي لك”.
وحصلت أليس سوان، مديرة التحرير في Faber، على حقوق النشر في المملكة المتحدة والكومنولث من كيم رايان في Penguin Young Readers US. وقالت سوان: “كان رد القارئ على هذا العمل استثنائياً. لقد حصلت هذه القصة الحقيقية المذهلة لصبيين والوقت الذي قضياه في المخيم الكيني للاجئين على العديد من المراجعات المميزة في الولايات المتحدة، وخصوصاً من قبل القراء الشباب الذين يحبون القصص اليومية عن الصداقة والمدرسة وكرة القدم وتناول الطعام.. مثل هذه الأشياء تشجعهم على تخيّل الحياة في بيئة المخيم القاسية. رواية مصورة جميلة ومؤثرة للغاية عن شخصية ملهمة”.
يدير محمد الآن، الذي أصبح مواطناً أمريكياً منظمة Refugee Strong، غير الربحية في فيلادلفيا، التي تلتزم “بتمكين مجتمعات اللاجئين من خلال توفير الدعم والأمل عبر التعليم”. وقال: “من خلال قراءة قصتي، آمل أن يفهم القراء سبب عدم رغبة أي شخص في مغادرة بلده على الإطلاق ما لم تجبره الظروف على المغادرة. آمل أيضًا أن تُظهر الرواية كيف يمكن أن يكون لفعل واحد تأثير كبير في حياة الآخر”.