بدأت جين أوستن كتابة روايتها “مانسفيلد بارك” في عام 1811 وتم نشرها قبل وفاتها بثلاث سنوات، في حين يعتقد بعض المؤرخين المختصين بالأدب أنها نشرت في مايو 1814 ويقول آخرون أنها كانت في يوليو من نفس العام.
تركز “مانسفيلد بارك” وهي ثالث روايات أوستن، على حياة فاني برايس، الفتاة الفقيرة التي تحضر للعيش في مانسفيلد بارك مع قريبها الثري السير توماس بيرترام لتتربى وتنشأ مع أطفاله. تبدو فاني في الرواية شخصية مستقيمة تضع كرامتها فوق كل شيء آخر لكنها رغم ذلك تخلق حالة من الانقسام بين القراء، ففي حين أن البعض يفهم ويقدّر عواطفها فإن البعض الآخر لا يحب طبيعتها غير النزيهة.
وكما أن الرواية قسمّت القراء، فإن المراجعات والآراء النقدية بشأنها كانت أيضاً متباينة. والدة جين أوستن، على سبيل المثال، لم تحب “مانسفيلد بارك” وأخبرت ابنتها أن الرواية لم تكن جيّدة مثل “كبرياء وتحامل” – رواية أوستن الأكثر نجاحًا – كما أن شخصية فاني برايس لم تعجبها. لم تكن والدة أوستن الوحيدة من العائلة التي لديها وجهة نظر قوية ضد “مانسفيلد بارك”. ابنة أختها، آنا ليفروي، أحبت الرواية بشكل عام لكنها كرهت شخصية فاني. لم يكن لدى الجميع وجهة نظر قاتمة للرواية، فشقيقة أوستن، كاساندرا، أكدت أن “مانسفيلد بارك”، كانت “ذكية جدًا” على الرغم من اعتراف أوستن بأنها ليست “رائعة” مثل “كبرياء وتحامل”، وعلى عكس الآخرين، أحبّت كاساندرا شخصية فاني.
على الرغم من ردود الفعل السلبية التي تلقتها أوستن من دائرتها القريبة، من الأهل والأصدقاء، تم بيع جميع نسخ “مانسفيلد بارك” في غضون ستة أشهر من نشرها.
ولدت أوستن عام 1775 في ستيفنتون بجنوب إنجلترا. وفي عام 1801 انتقلت إلى باث مع والدها وأمها وأختها الوحيدة كاساندرا. بعد وفاة والدها، القس أوستن، عام 1805، انتقلت النساء الثلاث إلى ساوثامبتون ومن ثم في عام 1809 إلى قرية شاوتون، حيث عاشت جين أوستن بقية حياتها. لم تتزوج أوستن قط، لكنها كانت نشيطة في مجتمعها، وسعيدة مع عائلتها.
كان هناك الكثير من التكهنات حول وفاة أوستن، والتي حدثت عندما كانت تبلغ 41 عامًا. على مر السنين اعتقد الباحثون أنها توفيت إما بسبب السرطان أو السل. فيما يعتقد البعض الآخر أنها عانت من مرض أديسون. ولكن في السنوات القليلة الماضية، توصلت بعض الأبحاث التي نشرتها المكتبة البريطانية إلى أن أوستن توفيت متسممة بالزرنيخ.
استندت هذه الأبحاث على فحص ثلاثة أزواج من النظارات يُعتقد أنها كانت لأوستن، وعثر عليها في مكتبها، وبعد فحصها تبيّن أن رؤيتها قد تدهورت بشدة قبل وفاتها، ربما بسبب إعتام عدسة العين.