حققت رواية الكاتبة الأيرلندية سالي روني “أشخاص عاديون”، التي تتناول الحب بين الشباب في إيرلندا عبر سرد أحداث العلاقة المتقطعة بين كونيل وماريان خلال العام الأخير من المدرسة والجامعة في دبلن، أرقام مبيعات ضخمة في المملكة المتحدة والعديد من دول العالم، إلى جانب المسلسل الذي تبثه “بي بي سي” ونال استحسان النقاد.
وكانت دار “فابر” قد تولت نشر الرواية التي احتلت المركز الأول في قائمة نيلسن للكتب الأكثر مبيعًا في وقت سابق من شهر مايو 2020، بفضل الآلاف من الأشخاص الذين تسابقوا لشرائها من المكتبات والمتاجر الإلكترونية بعد مشاهدتهم للمسلسل التلفزيوني.
لكن هناك ظاهرة أخرى رافقت هذه الرواية. فقد حظيت “أشخاص عاديون” بتفاعل غير مسبوق من الجمهور، الذي أصبح مهووساً بالكتاب والمسلسل والحضور الطاغي للعمل على مواقع التواصل الاجتماعي. في المملكة المتحدة يحظى أبطال الدراما الرجال بجماهيرية كبيرة بين الفتيات، ورغم أن الممثل الأيرلندي بول ميسكال، كان غير مألوف على شاشة التلفزيون، إلا أن الفتيات جرفتهن رومانسية القصة التي تم تصوير العديد من مشاهدها في أيرلندا.
هذه الشعبية الكبيرة للرواية والمسلسل، دفعت الخبراء في عالم التسويق وصناعة النشر إلى المطالبة بإنتاج تذكارات تحافظ على مكانة العمل، خصوصاً أن العديد من المعجبين بـ”أشخاص عاديون” سارعوا إلى إنشاء صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بمتاجر صغيرة تعرض وتبيع إكسسوارات ومنتجات ارتداها واستخدمها أبطال المسلسل، ومن بينها حساب لديه أكثر من 30 ألف متابع في “انستغرام”، يروج للسلسلة التي ارتداها كونيل في المسلسل.
هذا النجاح جعل الجمهور يطالب بجزء ثانٍ، وهو ما يساعد روني على التفكير بالخطوة التالية، والتي يبدو أنها ستكون فعلاً جزء جديد يواصل سرد هذه القصة المشوقة. ورغم أن “أشخاص عاديون” هي الرواية الثانية لروني، إلا أن نجاحها الكبير زاد أيضاً من مبيعات روايتها الأولى “محادثات مع الأصدقاء” التي نشرت عام 2017، وأخذت طريقها إلى التصوير كذلك.
الشخص الحقيقي الذي يجب أن نشكره على كل هذا النجاح هي الوكيل الأدبي تريسي بوهان من وكالة ويلي في لندن. في عام 2015، قرأت بوهان مقالاً غير روائي كتبته روني ومن ثم تواصلت معها. أثمر هذا التواصل عن نشر واحدة من أكثر الروايات الحديثة مبيعاً، والتي تم بيع حقوقها في 46 دولة حتى الآن.
محبو القراءة أو لنقل عشاق الروايات قلقون: هل ستظل كتابة الروايات مغرية لروني أم أن “الشاشة” ستجعلها تعتزل الرواية لصالح كتابة سيناريوهات الأفلام والمسلسلات؟! في عام 1996، انطلق أليكس غارلاند إلى المشهد الأدبي مع رواية “الشاطئ”، التي تم تصويرها في فيلم من بطولة ليونارد دي كابريو في عام 2000. بعدها ترك غارلاند عالم كتابة الروايات وانتقل إلى عالم السينما. ستكون ضربة كبيرة للناشرين وبائعي الكتب إذا أخذت مسيرة سالي روني نفس الاتجاه.