في مثل هذا اليوم، 15 مايو 1886، توفيت الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون في أمهيرست بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أنها لم تكن معروفة للكثيرين، إلا أن وفاتها كانت السبب وراء الشهرة التي حققتها.
ولدت ديكنسون في أمهيرست، وعاشت في ماساتشوستس، وقضت جزءًا كبيرًا من حياتها وحيدة. وصفها جيرانها بأنها كانت غريبة الأطوار: ترتدي ملابس بيضاء دائماً، وترفض استقبال الضيوف، بل حتى أنها كانت ترفض مغادرة غرفة نومها في سنوات المراهقة. لم تتزوج أبدًا، واعتمدت معظم صداقاتها وتواصلها مع الآخرين على المراسلات.
تركت إيميلي المدرسة عندما كانت مراهقة، وعاشت حياة منعزلة في منزل أسرتها. هناك، بدأت سراً بكتابة الشعر إلى جانب مئات الرسائل. بعد أسبوع من وفاتها في عام 1886، فتحت شقيقتها الصغرى لافينيا أدراجًا في غرفة نومها وعثرت على ما يقرب من 1800 قصيدة كتبها ديكنسون خلال حياتها.
ورغم كونها شاعرة بارزة، إلا ما نُشر من قصائدها الـ1800 لم يتجاوز العشر قصائد فقط أثناء حياتها. تتضمن قصائدها إشارات حول السبب الذي جعلها حبيسة المنزل، إذ ربما كانت تعاني من الصرع أو إعاقة ما، فيما تُظهر أبيات أخرى أنها قد عانت من نوبات.
تعتبر إيميلي ديكنسون اليوم واحدة من أعظم الشعراء، لكن حياتها لا تزال لغزاً. موضوع الموت، بما في ذلك وفاتها، يظهر في جميع قصائدها ورسائلها، لكن ذلك كان أمراً غير عادي في زمانها. ويبدو أن عيشها لمدة خمسة عشر عاماً بجوار مقبرة المدينة جعلها تركز كثيراً على الموت.
جاءت وفاة الشاعرة بعد عامين ونصف من اعتلال صحتها. منذ وفاة ابن أخيها في أكتوبر 1883، أصبحت أختها تصفها بأنها “حساسة”. في مناسبتين لاحقتين عانت من فقدان الذاكرة، وحُجزت في الفراش لمدة السبعة أشهر التي سبقت وفاتها. وإلى جانب ما تضمنتها رسائلها من ذكر لأعراض الصداع الشديد والغثيان التي كانت تعاني منها، والغيبوبة أحياناً وصعوبة في التنفس، استنتج الأطباء أنها ماتت بسبب قصور في القلب.
طبيب ديكنسون، الدكتور أوتيس بيغيلو، قال: “كانت تمشي بجانب باب الغرفة التي كنت جالسًا فيها. ما المرض غير النكاف (مرض فيروسي قد يسبب انتفاخاً وأوجاعاً في الغدد اللعابية) الذي يمكن أن يؤدي إلى مثل هذه الأعراض؟!”. كتب بيغيلو في شهادة الوفاة “توفيت بسبب إصابتها بمرض برايت (التهاب الكلى الحاد)”. في ذلك الوقت كان التشخيص العام لحالة إيميلي يتضمن أعراض ارتفاع ضغط الدم والتهاب الكلى الذي قضى في النهاية عليها.