بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، الذي يصادف 23 أبريل من كل عام، أصدر عدد من مؤسسات ونقابات المؤلفين والناشرين وبائعي الكتب رسالة مشتركة دعوا فيها الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى الاعتراف بأهمية الكتب وحلول التعلم والمحتوى المهني والعلمي ودعمها والاحتفاء بها من خلال اعتماد حزم تحفيز اقتصادي لدعم قطاعات النشر وسلاسل القيمة المرتبطة بها.
وتولى الاتحاد الدولي للناشرين في جنيف توزيع الرسالة بعد توقيع رئيس الاتحاد هوغو سيتزر عليها مع أربع جهات أخرى هي: الاتحاد الأوروبي والدولي لبائعي الكتب في بروكسل، ومنتدى المؤلفين الدولي في لندن، والاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الاستنساخ في بروكسل، والرابطة الدولية للناشرين العلميين والتقنيين والطبيين ومقرها في لاهاي بهولندا وأكسفورد بالمملكة المتحدة.
يُذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها تلك المنظمات لإصدار دعوة كهذه، وهو ما يؤكد على خطورة التهديد الذي تشكله جائحة فيروس كورونا المستجد على صناعة الكتب العالمية. وجاء في مستهل الرسالة: “تلعب الكتب دوراً حيوياً في المجتمع نظراً لأهميتها في فهم الثقافات الأخرى وتعزيز قيم التسامح والتعاطف، وأهميتها للبحث العلمي والتعليم المستمر للأطفال. تساعدنا الكتب على أن نصبح بشراً أفضل”.
ونوهت الرسالة إلى أن العديد من الآباء اضطروا إلى أن يصبحوا معلمين في ظل إغلاق المدارس، بينما وجد المعلمون أنفسهم مضطرين إلى إيجاد طرق جديدة وبديلة لتقديم دروسهم للتلاميذ. وتضيف الرسالة: “استجاب المؤلفون والناشرون حول العالم من خلال إتاحة محتواهم وخدماتهم الرقمية بالمجان، لتصبح قراءة الكتب عبر الإنترنت متوفرة على منصات عديدة مثل “اقرأ العالم”. يعتمد العالم على البحوث المنشورة في مجلات متخصصة لتوجيه السياسات الصحية والمساعدة في تطوير لقاح، وهنا يبرز دور استثمارات ناشري المجلات في التحقق من الأبحاث ونشرها على نطاق واسع، مما أتاح الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا وسهل الاستفادة منها لشريحة أكبر من المختصين”.
وأشارت الرسالة أيضاً إلى مدى حاجة المؤلفين والناشرين إلى منظمات الإدارة الجماعية لحماية حقوق النشر العائدة لهم، مؤكدةً على أن صناعة النشر تتعرض لتهديد وشيك.
وحذرت الرسالة من أن التأثير الكارثي لفيروس كورونا قد امتد إلى كل مكان، لا سيما بعد توقف الاقتصادات وعدم وضوح الرؤية حول موعد عودة الأمور إلى طبيعتها، مشددةً على أن تأثيره على الصناعات الإبداعية في العالم، بما في ذلك قطاع الكتاب، كان مدمراً.
كما حذر الموقعون على الرسالة من أن صناعة الكتب في العديد من البلدان “تكافح من أجل البقاء”، وقالوا: “ينبغي أن نجد سبلاً تكفل حياة كريمة للمؤلفين والناشرين والمحررين والمصممين والموزعين وبائعي الكتب وأولئك الذين يعملون في الإدارة الجماعية لحقوق الطبع والنشر، على أمل أن تعود صناعة الكتاب إلى سابق عهدها بمجرد تلاشي هذا الوباء. إننا نؤمن أن العالم بدون كتب جديدة سيكون أكثر بؤساً وفقراً، ونحن نعمل بجد للتغلب على هذه الأزمة، لكننا بحاجة إلى المساعدة من أجل البقاء، ونلتمس الدعم من الحكومات لمساعدتنا على تجاوز هذه المحنة سوياً”.