تعد شركة “المفكرون الصغار” التي تأسست في العاصمة الأردنية عمّان عام 2004، من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا التعليم والتي تعمل على إنشاء حلول ومنصات رقمية متقدمة لتحسين مخرجات تعلّم اللغة العربية لأطفال المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، وقد فازت مؤخراً بالمرتبة الأولى في برنامج “بوابة الشارقة”، الذي أطلقه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، احتفاءً بلقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019.
“ناشر” التقى سلوى كتخدا، شريك ومدير التطوير والنمو في شركة “المفكرون الصغار”، في هذا الحوار:
ما الهدف الذي دفعكم إلى إطلاق “المفكرون الصغار”؟.. هناك شركات أخرى تعمل في هذا المجال ربما قبلكم، ما الذي يميّزكم عن الآخرين؟
قامت شريكاتي راما كيالي ولمياء الطبّاع بيبي بتأسيس الشركة في عام 2004 لتقديم مادة مسلّية للأطفال الصغار باللغة العربية، إلا أن الفكرة تطورت عند انضمامي كشريك ومدير التطوير والنمو عام 2017، فبدأنا بتطوير منصات إلكترونية لتحسين مخرجات تعلّم اللّغة العربيّة وأصبحنا نركز على خدمة المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اليوم أصبحت “المفكرون الصغار” واحدة من أوائل الشركات التي تقدم المحتوى الرقمي التعليمي باللغة العربية للأطفال، والذي يعمل على تحفيز أذهانهم وتغذية فضولهم ومداركهم وآفاقهم من خلال مقاطع الفيديو والكتب والألعاب الإلكترونية والتطبيقات التي تفتح لهم مجالات العالم الغني من حولهم. الأمر الذي ساهم بانتشار حلولنا التعليمية لتستخدم من قبل أكثر من 130 ألف طالب في المدرسة والمنزل.
اتخذتم مسار تحسين مهارات اللغة العربية لدى الأطفال والطلاب، لماذا العربية دون غيرها من المجالات التي حرصتم على الاهتمام بها؟
حرصاً منا وإيماناً بأهمية لغتنا العربية لحفظ هويتنا والنهوض بها واستجابة للحاجة إلى التفكير المبتكر في تحسين واستكمال معرفة مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وفي ضوء التحديات التي تواجهها اللغة العربية داخل المدرسة وخارجها، تعمل “المفكرون الصغار” على ابتكار وإنتاج مصادر تعليمية وموارد تتماشى مع المناهج الوطنية في المنطقة العربية. وقد أظهرت الدراسات أن معدلات طلاقة القراءة وتمييز مقاطع الكلمات ومخارج الحروف ومهارة فهم واستيعاب النصوص قد تحسنت بنسبة بلغت 30% عند الطلبة الذين استخدموا برامجنا مرتين في الأسبوع.
تركزون على إنتاج الفيديوهات والتطبيقات الإلكترونية، هل لديكم توجه لدخول قطاع النشر المطبوع؟
في الحقيقة، لا يوجد لدينا توجه لدخول قطاع النشر المطبوع وذلك لقناعتنا بأهمية تلبية أنماط التعلّم المختلفة لدى الطلبة، فنتجه الى أخذ المتعلّم في رحلة تعليمية متكاملة، بداية من الاستماع إلى الكتب وقراءتها والقيام باختبارات رقمية، بالإضافة إلى مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة حول مواضيع مختلفة بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وقواعد اللغة العربية والاجتماعيات وغيرها وانتهاءً بالألعاب التعليمية الممتعة. كل تلك، مرتبطة بنتاجات التعلّم المتوافق عليها في المناهج الوطنية بالمنطقة وموافقة للمواصفات والمقاييس العالمية لتعليم اللغة (كلغة أولى أو لغة ثانية).
فزتم مؤخراً بالمرتبة الأولى في برنامج “بوابة الشارقة” الذي أطلقه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ما الذي تعنيه لكم هذه الجائزة؟ وماذا ستضيف إلى خدماتكم واستراتيجيتكم في العمل؟
نحن مسرورون للغاية لفوزنا بالمركز الأول ببرنامج بوابة الشارقة من “شراع” ونتطلّع الى الاستثمار في التكنولوجيا المستخدمة ببرامجنا والمحتوى المتوفر عليها لتوفير موارد شاملة للغة العربية لجميع الأطفال والمعلمين في المنطقة بدءًا من الشارقة من خلال تلبية اهتمامات القراءة وأنماط التعلّم المختلفة. كما أننا متحمسون للغاية للشراكة مع الناشرين والكتّاب في الشارقة.
هل هناك أي تعاون بينكم وبين دور نشر إماراتية وعربية؟ وما هي أبرز نتائج هذا التعاون؟
بالطبع، فانطلاقاً من التزامنا بتقديم الأفضل لأطفالنا ومعلمينا، نعمل مع أهم دور نشر كتب الأطفال باللغة العربية في الوطن العربي لضمان جودة محتوى الكتب وملاءمتها لعاداتنا وتقاليدنا وتوافقها مع مجتمعنا بالإضافة إلى تنوعها بالمواضيع المثيرة للاهتمام والممتعة وتغطيتها المبادئ الإنسانية الأساسية. ونتطلع إلى تعاون أكبر مع دور النشر الإماراتية خلال الفترة المقبلة.
أصبح المحتوى الخاص بكم يصل إلى مدارس عربية وأجنبية في دول العالم.. كيف وجدتم التفاعل.. وما هو الجديد الذي تعكفون على إطلاقه خلال الفترة المقبلة؟
نقدم للمبتدئين وغير الناطقين باللغة العربية برنامجاً ثرياً يُدعى أتعلّم العربية والذي يأخذهم في رحلة مرحة تتماشى مع المعايير الدولية والمناهج الوطنية. أما الناطقين باللغة العربية، فنقدم لهم برنامج أقرأ بالعربية والذي يأخذهم برحلة فردية، ما يمنحهم الفرصة للتعلّم بالسرعة التي تناسبهم من خلال قراءة الكتب ومشاهدة مقاطع الفيديو المتنوعة من حيث الموضوعات والصعوبة.
أما بالنسبة للمعلمين، فنوفر لهم مكتبات ضخمة من الموارد والمحتوى للبرامج المذكورة أعلاه فحسب، كما نقدم ورش عمل للتطوير المهني عبر الإنترنت للمعلمين للتأكد من تحقيقهم أفضل استفادة من التعلّم الإلكتروني. كذلك نوفر موارد مخصصة مثل برنامج رياض الأطفال الذي يزود معلّمي الطفولة المبكرة بموارد جذابة قائمة على الموضوعات كأساس لتعريف المتعلّمين الصغار للغة العربية. كما نقدم برنامج دراما باللغة العربية والذي يزود المعلمين بالمهارات العملية وتقنيات التعليم الإبداعية لتناسب الفصل الدراسي في القرن الحادي والعشرين.
كيف تنظرون إلى مستقبل كتاب الطفل العربي وإقباله على القراءة باللغة العربية؟
لقد تم اختبار فاعلية القراءة عبر السنوات والقرون الماضية وقد ثبتت أهميتها بتحسين مهارات التواصل لدى الأطفال وقدرتهم على التعبير بلغة عربية سليمة. كما تساعد القراءة على تنمية الإبداع وتعزيز فهمهم وإدراكهم لمحيطهم وبالتالي تنمية صحتهم النفسية وذكائهم العاطفي.