يشارك الناشرون المصريون هذه الأيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يستمر حتى الرابع من فبراير 2020، وكلهم أمل في أن تنعش مشاركتهم مبيعات قطاع النشر الذي يعاني من عدة تحديات، حيث ارتفعت أسعار الورق والأحبار بشكل عام في السنوات الأربع الأخيرة، وتجاوز سعر طن الورق الـ20 ألف جنيه مصري.
كما يُعاني قطاع النشر المصري من تأثير تراجع القوى الشرائية في بعض الدول العربية بسبب الأحوال الاقتصادية والسياسية التي تمر بها، ومن بينها سوريا وليبيا ولبنان واليمن والعراق التي كانت بمجملها سوقاً كبيراً على مستوى توزيع الكتاب ونشره.
ويسعى بعض الناشرين إلى تعويض بعض الخسائر من خلال عرض الإصدارات الجديدة، تزامناً مع انطلاق المعرض، ليروج كل واحد منهم لكتبه بطريقته الخاصة، فيما يرى المؤلفون في المعرض فرصة تسويقية للاعتماد على القارئ المصري الذي ينتظر بشغف شعراء العامية وأصحاب روايات الثقافة الشعبية. كما يعطي المعرض دور النشر والمؤلفين فرصة لتلقي آراء القرّاء مباشرة حول مستوى المحتوى وجودة الطباعة وشكل الغلاف، للوقوف على مشكلات الكتاب ومحاولة تفاديها مستقبلا.ً
مع هذا، هناك وجه سلبي لغزارة الإصدارات في المعرض، حيث تؤدي الرغبة في إنجاز الكتب قبيل المعرض إلى الضغط على المحررين والمصححين والمطابع، ما ينتج عنه كثرة الأخطاء اللغوية. ويُرجع بعض الناشرين السبب الرئيس لغزارة الإصدارات الجديدة في معرض الكتاب إلى قلّة عدد المكتبات وقلّة التوزيع طوال فترات السنة، الأمر الذي يجعل المعرض الفرصة الأكبر لتواجد الناشر.
وبعيداً عن التأليف والترجمة، ترتبط زيادة الإصدارات الجديدة في المعرض ببعض الأمور الإجرائية مثل اشتراط اتحاد الناشرين حداً معيناً من الإصدارات في كل دار نشر لكي يتم تخصيص مساحة لها في المعرض، ما يدفع دور النشر إلى زيادة عدد إصداراتها للحصول على مساحة أكبر.