أكدت دومينيك راكاه، المدير التنفيذي لرابطة الناشرين الأمريكيين، في افتتاح مؤتمر الناشرين الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين قبيل انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019 “أن تجارة الكتب العالمية بحالة جيدة”.
وقالت: “تعد تجارة الكتب العالمية الآن أفضل مما كانت عليه قبل 50 عامًا، فقد توقعنا أن تسبب الأجهزة الرقمية تدميرًا لمجالنا كما فعلت بمجالي الموسيقى والصحف؛ ولكن ذلك لم يحدث. الأمر يختلف بالنسبة للكتب؛ فهناك نسبة 25% من الكتب تُقدم كهدايا، ومن المعروف أن الكتب الرقمية ليست بهدايا قيمة. ومن الملحوظ أيضًا انتشار كتب المهارات البدنية للأطفال؛ وهناك تزايد في تعلم مهارات القراءة والكتابة حول العالم، وهذا جيد للتجارة وللديموقراطية ولكوكبنا المتنامي”.
وتناولت الجلسة التي تحدثت فيها دومينيك راكاه مستقبل النشر العالمي، وشهدت شعور بعض زملائها بقدر من التفاؤل. حيث صرح إليوت أجياري، رئيس رابطة الناشرين في غانا، قائلًا إن الرقمنة والعولمة ساعدا على تذليل العقبات وسهلا الوصول إلى المناطق النائية؛ فأفريقيا، مثلًا، تشهد انتشاراً سريعًا للهواتف المحمولة.
وثمَّنت دومينيك الجهود التي تبذلها الشيخة بدور القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، لانفتاحها على القارات الأخرى مثل أفريقيا، وهذا هو التنوع والاندماج اللذين تحدث عنهما بيتر دولنج، الرئيس النيوزيلاندي السابق لرابطة الناشرين؛ والذي بدأ حديثه بإلقاء تحية تقليدية: “أحييكم جميعًا بتحية بلادي”، مشيراً إلى أهمية النشر باللغات الأصلية للبلدان.
وأضاف: “شهدت حركة النشر في المحتوى ثنائي اللغة والمحتوى متعدد الثقافات نمواً في السنوات الأخيرة؛ فقد وجدنا أن مبيعاتنا تتزايد عندما ننشر كتب أطفال باللغة الماروية واللغة الإنجليزية؛ وزاد أيضًا الاهتمام باللغة الماروية، والتي تضرب جذورها إلى السبعينيات من القرن الماضي، عندما عادوا لاسترجاع واحتضان ثقافتهم. والتحدي أمامنا الآن هو التمكن من توفير مواد كافية. فاللغات الأخرى مثل لغة تونجا ولغة ساموا تحت التهديد”.
وتحدثت جايد روبرتسون، مديرة النشر الدولي في دار أوستن ماكولي – وهي من أوائل دور النشر الأجنبية التي اتخذت من مدينة الشارقة للنشر مقراً لها، عن وسائل التواصل الاجتماعي، واقتبست سلسلة من الأرقام المذهلة الخاصة بعدد المشاهدات عبر الانستجرام واليوتيوب وغيرهما. فيما اختتم إليوت أجياري الجلسة بالقول: “إن الأفراد يفضلون القصص؛ ولا يكترثون لمصدرها. ونجاح مستقبلنا كناشرين رهنٌ في أن نكون حياديين”.