في سابقة غير معهودة، أرسلت مجلة “فيراجو” بالمملكة المتحدة إلى كل من الرؤساء التنفيذيين للشركات المدرجة ضمن مؤشر فوتسي 100 (FTSE 100) لأكبر مائة شركة بريطانية في بورصة لندن، كتابًا عن المساواة في الأجور كتبته كاري غراسي، الصحفية الشهيرة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي استقالت من منصبها بعد ما اكتشفت أن زملائها الذكور الذين يعملون في وظائف مماثلة كانوا يتقاضون رواتب أكبر مما كانت تحصل عليه بكثير.
وكانت المجلة قد نشرت كتاب “المساواة” الذي يحكي قصة صراع المال بين النساء والرجال، ووصفته بأنه “كتاب ملهم وشخصي وإيجابي” لصحفية هيئة الإذاعة البريطانية التي دخلت في نزاع علني مع الشبكة الإخبارية الشهيرة في يناير 2018. وكانت غراسي قد استقالت من منصبها في رسالة مفتوحة إلى هيئة الإذاعة البريطانية قالت فيها: “عندما يتعلق الأمر بالأجور، من الواضح أن الهيئة لا تفي بالقيم التي تتبانها فيها يخص الثقة والصدق والمساءلة. إن الكشف عن الأجور الذي أجبرت “بي بي سي” على القيام بنشره منذ ستة أشهر، لم يكشف فقط عن الأجور المرتفعة بشكل غير مقبول لكبار مقدمي البرامج والمديرين، بل عن وجود فجوة غير مبررة في الأجور بين الرجال والنساء الذين يقومون بذات المهام. والأهم، أنه أضر بثقة الموظفين في شبكة “بي بي سي”. لأول مرة، أصبح لدى النساء دليل قاطع على ما كن يشتبهن به منذ فترة طويلة بأنهن لا يحظين بنفس القدر من المساواة مع الرجال”.
وقال أيلا أحمد، مديرة التحرير بمجلة “فيراجو آند ليتل”: ” يقدم لنا كتاب “المساواة” صورة بالغة الدقة حول الطريقة التي يمكن من خلالها للنساء والرجال وأصحاب العمل المضي نحو ثقافة تجارية تدعم المساواة في الأجور. أما كاري فقد قدمت لنا مثالاً يحتذى به في توجيه القراء إلى ما يجب عليهم فعله إذا وجدوا أنفسهم في موقف يضطرون فيه إلى استجواب رؤسائهم في العمل. الأمر يتعلق بمشكلات هيكلية كبيرة، ولذا فإننا نحث كل مدير تنفيذي للشركات المدرجة على مؤشر فوتسي 100 على قراءة الكتاب والتفاعل معه وتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء في المستقبل”.
يُذكر أن الكتاب تم إدراجه في القائمة الطويلة لجائزة “فايننشال تايمز” وجائزة “كتاب ماكينزي للأعمال”، وقد استحوذت وكيلة النشر في “فيراجو”، سارة سافيت، على حقوق نشره في كل من المملكة المتحدة ودول الكومنولث من ريبيكا كارتر ممثلة وكالة جانكلو آند نيسبيت بالمملكة المتحدة.
من جانبها، قالت غراسي: “أقدم في هذا الكتاب تصورًا عن العدالة والكفاءة الاقتصادية، وأقول لأصحاب العمل الذين يرغبون في تحسين أدائهم والرجال الذين يرغبون في دعم زميلاتهم لكنهم لا يعرفون من أين يبدأون، أبدوا من هنا، فقد كتبت هذا الكتاب من أجلكم”.