النص الأدبي الجذاب قادر على تحفيز مدارك الطفل
تأليف كتب الأطفال مهمة ليست هينة، فهي تتطلب توظيف الخيال بصورة مدروسة، ليظل النص الأدبي للطفل، قادراً على توفير فرص أجمل وأوسع للتعلم، لا سيما إن احتوى على مفردات خاصة تتناسب مع المرحلة العمرية المستهدفة، الأمر الذي يوفر لنا نصاً قادراً على جذب الطفل وتحفيز مداركه، وهو ما أيقنته الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني عائشة محمد، عندما مضت في تأليف كتابها الأول (ABC to Shaikh Z)، الذي سعت من خلاله إلى وضع قدم ابنتها على طريق تعلم الحروف.
حكاية طويلة تقف وراء كتاب (ABC to Shaikh Z) الذي يعتمد طريقة جميلة في تعليم الأطفال الحروف الإنجليزية، عبر ربطها بأماكن ومعالم تمثل أيقونات الإمارات، فيما يشير جزء منها إلى بعض من ملامح العادات والتقاليد المحلية، ليظل الحرف الأساسي فيها مرتبطاً مع المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
تقول عائشة محمد حول الظروف التي دعتها إلى تأليف الكتاب: “في كل ليلة تعودت أن أقرأ القصص الخيالية لطفلتي، والتي من أجلها قمت بتأليف هذا الكتاب، بعد أن شعرت بحاجتها إلى طريقة ما لإتقان الحروف، عبر ربطها مع معالم أو حقائق موجودة على أرض الواقع، ومن خلال صفحات هذا الكتاب، سعيت إلى وضع قدمي ابنتي على طريق تعلم الحروف، وفي الوقت نفسه، التعرف على طبيعة الإمارات وتفاصيلها ومفرداتها، حيث استعيد من خلال هذا الكتاب بعضاً من الرموز البارزة في الإمارات، وبناءً على ذلك أعتقد أن هذه هي الطريقة المناسبة لأي طفل لكي يتعرف على الإمارات وتراثها بشكل عام”. وأضافت: “في هذا الكتاب، لا أقدم المعلومة فقط للطفل لتعليمه، وإنما هو دعوة للاحتفاء بتراث الإمارات وثقافتها، وتنوعها، ولذلك اعتبره بمثابة رسالة جميلة للأطفال، الذين سيتعرفون من خلاله على بعض من ملامح المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأبرز أقواله ومآثره”.
كتابة تعليمية
المطلع على كتاب (ABC to Shaikh Z) يشعر بمدى بساطة فكرته وصفحاته، التي جاءت مليئة بالألوان والرسومات، وعن ذلك قالت عائشة: “في الواقع قد تكون فكرة الكتاب بسيطة، ولكنها في الوقت نفسه معقدة، فاختيار أحد رموز الإمارات وربطها بحرف واحد، أمر ليس بالهين، واعتقد أن هذه الطريقة كفيلة بأن تفتح عين الطفل، على أمور أخرى، بحيث يكون قادراً على البحث عن أشياء مماثلة وربطها بالحرف ذاته”. وأضافت: “اختياري للغة الإنجليزية، نابع من كوني أحمل الجنسية البريطانية رغم كون عائلتي تنحدر من أصول باكستانية، ولكن طريقتي في تقديم الحروف، قد تتواءم مع أي لغة أخرى، ولا تتوقف عند الإنجليزية وحسب”.
وأشارت إلى أن الكتابة الأدبية للطفل تستدعي الخيال بصورة مدروسة. وقالت: “الكتابة التعليمية تختلف تماماً عن الأدبية، حيث يجب علينا فيها استدعاء استراتيجيات التربية، ولكن برغم ذلك لا زلت أؤمن بأن النص الأدبي للطفل، قادر على توفير فرص أجمل وأوسع للتعلم، لا سيما إذا احتوى على مفردات التعلم التي تناسب المرحلة التي يعيش فيها”، مؤكدة أن النص الأدبي جذاب وقادر على تحفيز مدارك الطفل ويزيد من دافعيته.
رواية القصص
كتاب (ABC to Shaikh Z) لا يبدو أنه سيكون الوحيد في قائمة عائشة، وفق ما قالت، حيث تعكف على تأليف مجموعة جديدة، مستندة في ذلك على خبرتها في طرق رواية القصص للأطفال، وعن ذلك قالت: “مع تراكم الخبرة، أصبحت أدرك كيف يمكنني شد انتباه الطفل لأحداث القصة التي ألقيها على مسامعه، من خلال استخدام طبقات الصوت واختلافاتها بحيث تتناسب مع طبيعة كل شخصية، الأمر الذي يمكن الطفل من التفريق بينها وبين الشخصيات الأخرى في القصة”. وأكدت أنها تؤيد قراءة القصص ومشاركتها مع الأطفال، بحيث يمكنهم العيش في أجواء خيالية. وقالت: “بتقديري أن ذلك يجب أن يبدأ مع الطفل منذ الشهور الأولى له، بحيث يحفز ذلك مقدرته على الخيال وبناء شخصيات وعوالم وفق طريقته”. وأشارت عائشة إلى أن نجاح قصص الأطفال، لا يعتمد فقط على القصة نفسها، وإنما تلعب الرسومات دوراً مهماً فيها. وقالت: “الرسومات تعد ركيزة أساسية في قصص الأطفال، فهي التي يمكنها تقوية خياله وقدرته على الفهم والإبحار في عوالم القصة”.