أكد الناشر العراقي صفاء ذياب، مؤسس مكتبة ودار شهريار للنشر، أن صناعة الكتاب لا يمكن أن تكون من المشاريع الاستثمارية الناجحة إلا بوجود داعمين رسميين، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير متوفر لدور النشر التي تموّل الكتاب من مالها الخاص، وحتى يتمكن الناشر من عمل مخزون مادي له يمكنه من إصدار الكتب التي يريدها هو ويعتقد بأهميتها، فإن هذا يحتاج سنوات طويلة وصراعاً مع المكتبات والمعارض والموزعين.
وقال ذياب في حوار نشرته جريدة “العرب” الصادرة في لندن، إلى أنه من الصعب فصل ذائقة الناشر وثقافته عن الكتب التي يصدرها، فالمعايير التي تعتمدها أي دار لا تنفصل تماماً عن توجهات القائمين عليها، ومن ثم توجهات جمهورها. لافتاً إلى وجود معايير كثيرة تعتمدها كل دار في اختيار الكتب، وهذا يرجع إلى ما تريده الدار من مجمل إصداراتها والجمهور الذي توجه له هذه الإصدارات.
وأشار ذياب إلى أن عالم النشر الحديث ينظر إلى الغلاف على أنه موازٍ للنص وليس عاكساً له، فإذا عدنا إلى أغلفة الكتب في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كان الكتاب يحال إلى رسام لقراءته، أو أن يجلس المؤلف مع الرسام ليشرح له فحوى الكتاب، ومن ثم يقوم هذا الرسام بنقل الفكرة بحرفيتها، في حين أن الغلاف الحديث ليس بالضرورة ينقل عما يدور بين دفتيه، بل يشكل عتبة مغايرة لقراءة الكتاب.
وأعرب الناشر العراقي عن اعتقاده بأن القرصنة ليس فقط تعدياً على حقوق المؤلف والناشر، ولكنها أيضاً سرقة علنية، إن كانت بتحويل الكتاب إلى “بي دي أف”، أو تصويره وبيعه بسعر بخس في السوق أو عرضه بالوسائل المختلفة، فذلك “يقتل الكتاب والناشر معاً”، لأن من يقرصن الكتاب أو يسرقه ويصوره لا يقوم بجهد التحرير، والتصحيح، والإخراج، ولا يدفع حقوق الكتّاب ولا أتعاب المترجمين.