Home 5 مقابلات 5 أحلام بشارات: التجربة العربية في أدب اليافعين لا تزال نضرة

أحلام بشارات: التجربة العربية في أدب اليافعين لا تزال نضرة

بواسطة | مايو 21, 2019 | مقابلات

قدمت أعمالاً كثيرة آخرها بعنوان “مصنع الذكريات”

ولدت في منطقة الأغوار الفلسطينية، ومن أروقة جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس تخرجت، وخرجت إلى النور، حاملة معها إصدارات عديدة تأرجحت بين الشعر والأدب، ولكنها ظلت طوال الوقت تميل نحو أدب اليافعين، الذي وجدت فيه متنفساً وأرضاً تقيم فيها، فكان لها “اسمي الحركي فراشة”، و”أشجار للناس الغائبين”، و”لأني أحبك”، و”تأبينات زرقاء”، و”شجرة البونسيانا”.. إنها الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات التي استطاعت بحرفية أن تطوع الكلمات وتحولها إلى قصائد، وبرغم اتساع شهرتها إلا أنها لا تزال “تخاف على قصائدها كثيراً، من خطأ التعريف”.

تعودت أحلام تعريف نفسها بأنها “كاتبة برتبة شاعرة”، قائلة إنها “جندت قلمها لخدمة اليافعين، تلك الفئة التي تقع في الوسط”، مبينة بأنها نسجت آخر إصداراتها “مصنع الذكريات” على منوال الحب، حيث قالت: “الحب من أهم الأدوات التي تعتمر القلوب، وفي روايتي الأخيرة “مصنع الذكريات” ألبست الحب ثوب الشجر ليكون قريباً من القلوب”.

المتابع لإنتاج بشارات، يكتشف أنه شعرٌ أُلبس ثوب القصة، وتبرر ذلك بقولها: “بتقديري أن خوفي على الشعر هو الذي ورطني في كتابة النص النثري والقصة التي سرعان ما أدخلتني في أدب اليافعين، الذي أقمت فيه طويلاً، حيث وجدت فيه مساحة شاسعة، لم يهتم بها أحد، وشعرت فيه أنني عثرت على الشكل الأدبي الذي يمكن أن أجتهد في العمل لصالحه”. وأضافت: “التجربة العربية في أدب اليافعين لا تزال نضرة، مقارنة مع التجربة العالمية التي تجاوزتنا بمسافة طويلة، والتزامي بالعمل في هذا الأدب، نابع من شعوري بالمسؤولية الفردية تجاه الهوية، ومهمة تعزيزها لدى الأجيال سواء الحالية أو المقبلة”.

في روايتها “شجرة البونسيانا” تتدرج بشارات في متابعة تفاصيل حياة “شنيورة” الخاصة وأهلها أيضاً، تكبر “شنيورة” في حضن الرواية وتتنبه إلى محيطها ووطنها، وما يشهده من معاناة وقتل وإذلال، فيما تتداخل فيه عملية اكتشاف الجسد والذات والوطن، لتلفت بشارات من خلال نصها الفتيان إلى معاناة الوطن، وضرورة احترام الجسد وما يطرأ عليه من تغيرات فسيولوجية، بينما سعت في “مصنع الذكريات”  إلى نقل الماضي لليافعين، باستخدام مفردات الحب.

شخصيات تتناسب مع اليافعين

تشير بشارات إلى أنها تكتب لليافعين من “منطلق شعري، سواء في معالجة الأفكار، أو اللغة المستخدمة أو في العوالم التي تدور فيها الحكاية”.  وتقول: “في كل عمل أقدمه لليافعين، أحاول أن أخلق شخصيات تتناسب معهم، ومع توجهاتهم وتطلعاتهم، وأن تكون قادرة على النزول إلى مستوياتهم، ولذلك أعتقد أننا دائماً بحاجة إلى وجود خلطة سحرية قادرة على التعامل مع الفواصل الشفافة بين الفنون الأدبية”. وتؤكد أننا في المنطقة العربية لسنا جاهزين بعد، لأن نكتب لليافعين والأطفال بلغة أدبية عالية المستوى، بسبب عدم قدرتنا على تهيئة البيئة المناسبة لذلك.

وقالت: “في كل عمل أنجره، تعودت العمل كثيراً على المضمون واللغة والشكل أيضاً، وأحرص دائماً على أن يكون هناك عملية توازن فيما بينها، ولذلك عندما أكتب أي نص نثري لليافعين، أحاول أن أراه بصرياً وأن أسمعه موسيقياً، ولعل ذلك هو السبب الذي أوقعني في “غرام” هذا الأدب، الذي تعرفت عليه بالصدفة، وبدأت أنحاز إليه”. وأضافت: “كتب الأطفال ما دون سن الـ 12 عاماً تحتاج إلى جهود مشتركة بين الكاتب والرسام، حتى يظل العمل متكاملاً، ويتناسب مع الطفل ونوعيته، وأعترف أنني دائماً أغبط الرسام الكاتب، لكونه الأقدر على إيصال الرسالة”.

خمسة دواوين شعرية جديدة

خمسة دواوين شعرية لأحلام لا تزال بانتظار أمر الطباعة، وكسر حاجز الخوف، فأحلام، وفق ما تقول، تكتب الشعر في اللحظة التي تشعر بأنه يأخذها معه، وأضافت: “يمكنني القول أنني اقتربت أخيراً من المفردة الشعرية الخاصة، وعرفت جيداً تركيبة البنية الشعرية التي تناسبني، وهو ما يمنحني الطمأنينة، وإن كانت طمأنينه الشعر بالأساس هي مقلقة”. وتابعت: “لدي خمسة دواوين شعرية تعيش في درج أوراقي، ولم تر النور بعد، وقد يكون ذلك بسبب خوفي على الشعر، وخوفي من وقوع خطأ في تعريف الأشياء ومنحها هويتها الحقيقية، وأتوقع أنها أكبر جريمة ترتكب في اللامرئي، فالشعر بالنسبة لي هو عبارة عن إحساس، لا تروى فيه أحداث أو قصة ما يصدقها الآخر أو لا يصدقها، ويستند عليها في عملية البحث عن وشائح بين الكاتب والواقع وأحداث القصة. ولذلك أعتبر أن الشعر عالم مختلف، يحاول أن يضع يده على عالم كامل لا محسوس، وبالتالي أن تكتب نصاً غير مذهل أو ساحر، كأنك تعطي الأشياء غير معناها الحقيقي”.

أخبار حديثة

18نوفمبر
سعود السنعوسي: الرمزية وليدة الرقابة

سعود السنعوسي: الرمزية وليدة الرقابة

ضمن جلسة حوارية نظّمها “رواق- الحواجز” في الدورة الثالثة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ناقش الروائي الكويتي سعود السنعوسي، ثلاثيته الروائية “أسفار مدينة الطين”، التي تتناول بصورة فنتازية مرحلة ما قبل النفط في الكويت، حيث يروي تفاصيل مهنة الصيد على سواحل الكويت وبيوت الطين وموانئ الصيد.   وقال سعود السنعوسي خلال الجلسة التي أدارتها […]

18نوفمبر
أمل السهلاوي: الحياة أبعد من الكتب

أمل السهلاوي: الحياة أبعد من الكتب

أكدت الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي أن الإبداع لدى الشعراء ينبع من القراءة في عمر مبكر، مشيرة إلى أن القراءة تخلق عالماً آخر في وعي الإنسان وتعطيه إمكانيات مذهلة، لكن القراءة وحدها لا تصنع وعياً، حيث يبقى القارئ حبيس الكتب وأفكار الكتّاب، ولكي يصنع الإنسان وعيه الخاص وطريقته في الحياة، يجب أن يعيش وينغمس في الحياة […]

17نوفمبر
معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024: دور المرأة في المشهد الأدبي الإماراتي

معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024: دور المرأة في المشهد الأدبي الإماراتي

أكدت كاتبات إماراتيات خلال مشاركتهن في جلسة نقاشية ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، على أهمية الكتابة السردية النسائية في إبراز الهوية الثقافية لدولة الإمارات، ودورها في تقديم تجارب أدبية تعكس التنوع المجتمعي وتسهم في بناء جسور التواصل الثقافي، مشيرات إلى أن السرد النسائي الإماراتي يحمل بصمات إبداعية متجددة تتجاوز الأطر التقليدية، وتجمع بين […]

Related Posts

تراث “ابن العربي” من الشارقة إلى العالم

تراث “ابن العربي” من الشارقة إلى العالم

    اعتاد معرض الشارقة الدولي للكتاب أن يحتضن دور نشر جديدة في كل عام، ويكون محطة لانطلاقتها عالمياً، ومن بينها مؤسسة "ابن العربي للبحوث والنشر"، التي تسعى، كما يقول صاحبها، أيمن حمدي، إلى تقديم التراث الصوفي عامةً والتراث الأكبري خاصةً في طبعات محققة تحقيقاً...

نجمة صاعدة في عالم النشر:  نور عرب، مؤسسة دار “نور للنشر” تتحدث

نجمة صاعدة في عالم النشر: نور عرب، مؤسسة دار “نور للنشر” تتحدث

الناشرة نور عرب: الشغف هو المحرّك الرئيسي والحقيقي للنجاح في صناعة النشر   منذ تأسيسها في يناير 2018 بإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت "نور للنشر" من أكثر دور النشر المتخصصة في طباعة ونشر كتب وقصص الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، نشاطاً...

جميلة حسون: قصة في حب الكتاب

جميلة حسون: قصة في حب الكتاب

أسئلة جميلة حسون *  حدثينا أكثر عن مبادرة "قافلة الكتب".. لماذا هي مهمة.. وما هو التأثير الذي أحدثته منذ إطلاقها عام 1996؟ في العام ١٩٩٦ بدأتُ مشروع Rural books school، أما قافلة الكتاب كمشروع بشكله الحالي وبملكيّته الفكرية فقد بدأ في عام ٢٠٠٦. انطلقت فكرة قافلة...

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this

Pin It on Pinterest