اسضافت الشارقة على مدى يومي 25 و26 أبريل 2019 أعمال المؤتمر الإقليمي الرابع للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها “إفلا” في المنطقة العربية، تحت شعار “تكنولوجيا المعلومات والمعرفة الرقمية، وتأثيرها على مؤسسات وبيئة المعلومات العربية”، وذلك ضمن فعاليات الشارقة العاصمة العالمية للكتاب وعلى هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
وشهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتاح المؤتمر في مركز إكسبو الشارقة، والذي ابتدأ بكلمة لسعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب قال فيها: “انطلاقاً من مشروعها الثقافي الذي يحظى بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تواصل العاصمة العالمية للكتاب جهودها في العناية بالمكتبات ودعم قطاع العمل المكتبي، إيماناً منها بدور المكتبات التي تعتبر شاهداً أميناً على منجزاتها الإنسانية، وخزينة آدابها التي تفتح لنا مع كل كتاب آفاقاً واسعة للمستقبل”.
وأضاف العامري: “يعكس هذا الملتقى أهمية المكتبات ومكانتها التاريخية للمجتمعات، حيث كانت ولا تزال تشكل تاريخ بلدان بأكملها، وترسم صورتها في أذهاننا، واليوم حين نتحدث عن الإسكندرية تحضر في أذهاننا مكتبتها التاريخية العظيمة، وحين نروي تاريخ ثقافة بلاد الرافدين تطل علينا مكتبة بغداد الكبيرة، رمز الحكمة والعلم في تاريخنا العربي والإسلامي”.
وبدوره أعرب د. خالد الحلبي، رئيس الاتحاد الدولي للمكتبات والمعلومات، في كلمته خلال الحفل عن شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة، على الجهود الكبيرة التي يبذلها في دعم وتعزيز مكانة الكتب والمكتبات، لافتاً إلى أن المؤتمر السنوي انطلق منذ نحو 15 عاماً، غير أنه هذه المرة في حضرة العاصمة العالمية للكتاب، مما يضفي عليه مزيداً من الأهمية، لا سيما أنه جاء نتيجة تعاون مع الاتحاد الدولي وشراكة متميزة من هيئة الشارقة للكتاب.
وبين الحلبي أن المؤتمر يأتي في توقيت فارق ومهم لقطاع المكتبات، ليس على صعيد العالم العربي فحسب، بل وعلى المستوى العالمي، حيث رسخت المكتبات مكانتها كشريك رئيس لا غنى عنه في دعم حركة تطور المجتمعات، وكان لا بد لهذا الحراك، أن يستفيد مما حققته التكنولوجيا من تقدم، لمزيد من التطور والنمو والازدهار للمعرفة ومصادرها في شتى أرجاء العالم.
من جانبها أشادت غلوريا بيريز سالميرون، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها “إفلا”، في كلمتها بالتجربة الثقافية المتميزة لإمارة الشارقة، ودورها في دعم مسيرة المكتبات، والارتقاء بالكتاب، وبجهودها في جعل القراءة وحب الكتاب ثقافة مجتمع بكافة فئاته.
وأكدت أن الاتحاد الدولي للمكتبات ركز خلال السنوات القليلة الماضية على إحداث تحولات نوعية في وظيفة ومكانة المكتبات، من خلال رفع مستوى الوعي بأهمية القراءة للجميع، إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات المعنية بصناعة النشر، وقطاع التأليف والترجمات، بمساندة 33 الفاً من أمناء المكتبات حول العالم لخلق ديناميكية جديدة تقوم على الابتكار الذي سيقود التغيير قطاع المكتبات.
وتفقد صاحب السمو حاكم الشارقة المعرض المصاحب للمؤتمر مطلعاً على جهود عدد من المؤسسات والجهات المعنية بالخدمات المكتبية والفهرسة ومستمعاً إلى أحدث التقنيات التي توفرها المؤسسات للمكتبات ودور النشر.
وسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على واقع تكنولوجيا المعلومات، وأثرها، ودورها على مؤسسات وبيئة المعلومات العربية، إلى جانب مناقشة التحولات الكبيرة التي أحدثتها الثورة الرقمية والتكنولوجية على جميع الصعد لا سيما في مجال المكتبات والمعلومات، منطلقاً من فكرة أن هذا المناخ يستمر في التوسّع، ويقدم في كلّ يوم مظاهر جديدة من شأنها أن تسهم في الارتقاء ببيئة العمل وجودة مخرجاته.