Home 5 مقابلات 5 سلمى إبراهيم صاحبة مؤسسة “ليتراري نيتفز”

سلمى إبراهيم صاحبة مؤسسة “ليتراري نيتفز”

بواسطة | فبراير 27, 2019 | مقابلات

قطاع النشر في المملكة المتحدة بحاجة إلى التنوع

 

باتت الحاجة إلى مزيد من التنوع في مجال صناعة النشر أمراً ملحاً في المملكة المتحدة، سواء من حيث تنوع الكوادر العاملة في هذا القطاع أو المواد التي يتم نشرها. وانطلقت العديد من المبادرات الرامية إلى معالجة هذه القضية، ومنها المبادرة التي أطلقتها سلمى إبراهيم البالغة من العمر 23 عامًا، والتي أهلتها للفوز، مؤخراً، بإحدى جوائز “تريل بلايزر” المرموقة في معرض لندن للكتاب، التي تمنح للأفراد العاملين في مجال النشر، ممن تقل أعمارهم عن 30 عامًا، ويمثلون نجومًا واعدين يمهدون الطريق نحو مستقبل مشرق.

فازت سلمى بالجائزة عن مؤسستها التي بدأت عملها في فبراير 2018 تحت اسم “ليتراري نيتفز”، والتي تُعنى بالدفاع عن أدباء الثقافات المهمشة في المملكة المتحدة من خلال الفعاليات وورش العمل، وتقديم فرص العمل في مجال النشر.

“ناشر” أجرى حواراً مع سلمى إبراهيم بعد حفل توزيع الجوائز في لندن.

ما الهدف من “ليتراري نيتفز”؟

أنا في الحقيقة كاتبة روايات صاعدة، واجهت في بداية مسيرتي العديد من المصاعب، وأدركت بأن معظم هذه الصعوبات إما صعوبات ذهنية أو على مستوى الهيكلية. كما أن معظم المجموعات والورش التي شاركت بها بغية اللقاء مع كتاب آخرين والحصول على الدعم كانت تهيمن عليها الطبقة المتوسطة البيضاء. وعلى الرغم من ثقتي بنفسي إلا أنها لم تساعدني على تخطي الشعور بالعزلة، والتأثير على قدراتي الإبداعية. أردت أن أذكر نفسي بأن أناساً مثلي يمكن أن يصبحوا مؤلفين وأن يحجزوا مقعدهم في عالم النشر.

تخرجت في ذلك الوقت من الجامعة التي كان معظم طلابها من البيض والطبقة المتوسطة (على الأقل في قسم العلوم الإنسانية). وتعرضت للعديد من المشاجرات كوني روائية يافعة وطالبة مختلفة. ومن هنا ظهرت فكرة الدار والتي تُجسد رغبة عارمة في انتزاع مكان خاص لنا نحن كتّاب الثقافات المهمشة ضمن المشهد الثقافي.

أغوتني مشاعر الانتماء والأمان التي قدمتها الكتابة والكتب، وأسهمت في تغيير حياتي وحياة الملايين من القراء والكتاب حول العالم. إن اختياري لاسم “ليتراري نيتفز” (أدباء أصليون) تعبير عن فكرة الانتماء والمواطنة لمن ينتمون لهويات قومية وعرقية معقدة ولكنهم يشعرون بالدفء عندما يكتبون.

أخبرينا المزيد عن بعض المبادرات التي وضعتيها؟

نظمت المؤسسة في 2018 سبع فعاليات وتعاونت على إطلاق عدة فعاليات لمؤسسات أخرى. تميزت الفعاليات القليلة الأولى بتنظيم متناسق إلى حد ما، وارتكزت على دمج المناقشات الكتابية مع القراءات الحية والأداء الفعلي: فالفعالية الأولى عرضت أعمال بعض مؤلفي الثقافات المهمشة متحدثين فيها عن مشاعرهم وإحساسهم عند كتابة ونشر تلك الكتب. وأقمنا بعد ذلك فعالية الشعر الحي ورواية القصص، ومن ثم فعالية تشتمل على مسابقات للفوز بالكتب، وخصصنا في نهاية الندوة وقتاً للتواصل مع الحاضرين.

نظمت إحدى الفعاليات في أسبوع اللجوء السنوي بمتحف الهجرة في لامبيث. وهي من الفعاليات المفضلة لدي، لأن الجميع شارك في الحوار عن موضوع الهجرة وتنوع الأصول والأوطان حول العالم.

بحلول نهاية 2018 قمنا بإعادة إطلاق موقعنا الإلكتروني وتحديثه بإضافة بعض فرص العمل في قطاع الكتابة الإبداعية والنشر في لندن. ونأمل أن تحظى تلك المهن بانتشار واسع عبر العالم، وأن نوفر لمتابعينا المزيد من المصادر والنصائح حول الكتابة.

أحد أهدافنا لعام 2019 هو توسيع نطاق وصولنا الرقمي وإتاحة المزيد من الفرص والمساحات على الإنترنت للكتاب مثل إعداد ندوات إلكترونية للتواصل مع خبراء عالم النشر وإعداد المزيد من الفعاليات والورش لبقية العام. وقد حظيت مؤسستنا بشراكة مع مبادرة التنوع البريطانية لتنظيم فعالية يلتقي فيها كتاب من مختلف الثقافات المهمشة مع عدة وكلاء من دور النشر بغية معرفة المزيد عن كيفية نشر أعمالهم.

هل تعتقدين اليوم بأن فكرة التنوع قد حظيت باهتمام الناشرين؟

في حقيقة الأمر، واحدة من أكبر المفارقات في عصرنا هي عدم وجود ترابط بين عدد المرات التي يناقش فيها موضوع معيّن (عبر الإنترنت) ومدى فهم الناس لذلك الموضوع. وبناء عليه يُساء فهم التنوع بشكل كبير، ويبدو أن مؤسسات النشر قد اعتمدت نظرة سطحية للغاية حول هذا المفهوم: فهم يحصرون الأمر في إعداد مخططات ودورات تدريب تجمع أفراد الثقافات المهمشة مع بعضهم البعض ومن ثم نسيان الأمر. وحتى يتسنى لمؤسسات النشر ممارسة التنوع بشكل صحيح، عليها أن تفكر في إتاحة الوصول والاندماج. ويعني ذلك أنهم بحاجة إلى التفكير في كيفية دمج المجموعات المهمشة بشكل أفضل داخل مؤسساتهم. فليس من اللائق أن تدعو هؤلاء إلى طاولة الحوار من ثم تفشل في الاستماع إليهم. ومن ثم يتطلب هذا الأمر بعضاً من التدريب والتعليم واستعداد هؤلاء لإجراء تغييرات هيكلية كبيرة. إلا أنه في حال كان جميع المحررين والمديرين التنفيذيين في دار النشر من  البيض، فلن يحدث أي تغيير حقيقي.

حدثينا أكثر عن نشأة سلمى إبراهيم؟

غادر والداي الصومال أثناء الحرب عام 1991 وعملوا في أفريقيا قبل مجيئهم إلى المملكة المتحدة. ولدت في زيمبابوي ومن ثم جئت إلى المملكة المتحدة معهما وكان عمري ثلاث سنوات. بدأ ولعي بالقراءة عندما سمعت قصة جاك وحبة الفاصولياء في الحضانة، وأصبحت عاشقة لرائحة الكتب. بعدها ذهبت إلى المدرسة، وبدأت في دراسة المستوى الأول الذي كنت أجده صعبًا باستثناء فصل الأدب الإنجليزي بسبب عشقي وولعي بقراءة الأدب الأمريكي في القرن العشرين. تحدثت بعدها مع والداي حول رغبتي في دخول عالم الأدب، وحظيت بتشجيعهما.

حصلت في أول يوم لي في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة ساوثهامبتون، على بطاقة مسبقة الدفع لشراء الكتب، استمتعت بالجامعة كثيرًا حيث شعرت أخيرًا بتحقيق ذاتي ورغبتي. مثلت الجامعة فقاعة دافئة مليئة بضوء الأدب والحرية، على الرغم من تعقد الأمور في بعض الأحيان. خلال سنتي الأخيرة تحدثت إلى المشرف على رسالتي عن رغبتي بكتابة رواية وكسبت تشجيعه. عند انتهاء الجامعة، عملت بدوام كامل في سيتي ليت في لندن. وهناك أخذت دورات في الكتابة والأدب وتطرقت لكتابة روايتي في المساء وعطلات نهاية الأسبوع. وبعدها بعام واحد، أنشئت مؤسسة “ليتراري نيتفز”.

ماذا تقرأين هذه الأيام؟

أقرأ رواية “الطريق إلى الأمام بقلب محطم” للكاتبة أليس ووكر. وهي مذكرات تتناول تجاربها المبكرة في الكتابة وعلاقاتها الشخصية.

اختاري كتابًا ترك أثر عميق عليكِ؟

كتاب “طريق الغبار الأحمر” للشاعرة الاسكتلندية جاكي كاي، تتحدث فيه عن سيرتها الذاتية وقصة لقائها بوالدها البيولوجي في نيجيريا وأمها البيولوجية في اسكتلندا. قصة مليئة بالرموز والاستعارات المعقدة، حيث تشعر الفتاة دائمًا بأنها مقطوعة عن جذورها، في حين أن والدها عالم أحياء، وحقيقة مقابلتها لوالدتها في غرفة فندق كما لو أنها كانت سرًا قذرًا. واحدة من القصص الحقيقية الصعب تخيلها.

أخبار حديثة

13نوفمبر
في معرض الشارقة: سلسة كتب “أمي” توثّق قوة الأمومة

في معرض الشارقة: سلسة كتب “أمي” توثّق قوة الأمومة

أطلقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة مجموعة كلمات، خلال فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، سلسلة كتبها الصادرة حديثاً “أمي”، والتي تسلط الضوء على أهمية الرضاعة الطبيعية خلال السنوات الأولى من الطفولة عن طريق تعزيز العلاقة العاطفية بين الرضيع وأمّه.   وتهدف سلسلة الكتب، التي جاء تصميمها بطريقة مبدعة من الصور […]

13نوفمبر
دراسة جديدة تسلط الضوء على فرص قطاع النشر في الإمارات

دراسة جديدة تسلط الضوء على فرص قطاع النشر في الإمارات

شهد جناح جمعية الناشرين الإماراتيين في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث كان في استقبال سموه، راشد الكوس، المدير التنفيذي للجمعية، واستمع سموه إلى شرح حول أنشطة الجمعية وجهودها في تطوير صناعة النشر محلياً وإقليمياً.   وأطلع راشد الكوس صاحب السمو […]

13نوفمبر
كيف تسهم استراتيجيات التحول الرقمي في دعم النشر بالإمارات؟

كيف تسهم استراتيجيات التحول الرقمي في دعم النشر بالإمارات؟

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، خلال ترؤسها الاجتماع الثالث لمجلس إدارة الهيئة، على هامش فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن التحول الرقمي أساسي في استراتيجية هيئة الكتاب، حيث ناقش أعضاء مجلس الإدارة خطط الهيئة المستقبلية الرامية إلى توسيع مبادراتها العالمية، وتطوير الشراكات مع المؤسسات […]

Related Posts

تراث “ابن العربي” من الشارقة إلى العالم

تراث “ابن العربي” من الشارقة إلى العالم

    اعتاد معرض الشارقة الدولي للكتاب أن يحتضن دور نشر جديدة في كل عام، ويكون محطة لانطلاقتها عالمياً، ومن بينها مؤسسة "ابن العربي للبحوث والنشر"، التي تسعى، كما يقول صاحبها، أيمن حمدي، إلى تقديم التراث الصوفي عامةً والتراث الأكبري خاصةً في طبعات محققة تحقيقاً...

نجمة صاعدة في عالم النشر:  نور عرب، مؤسسة دار “نور للنشر” تتحدث

نجمة صاعدة في عالم النشر: نور عرب، مؤسسة دار “نور للنشر” تتحدث

الناشرة نور عرب: الشغف هو المحرّك الرئيسي والحقيقي للنجاح في صناعة النشر   منذ تأسيسها في يناير 2018 بإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت "نور للنشر" من أكثر دور النشر المتخصصة في طباعة ونشر كتب وقصص الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، نشاطاً...

جميلة حسون: قصة في حب الكتاب

جميلة حسون: قصة في حب الكتاب

أسئلة جميلة حسون *  حدثينا أكثر عن مبادرة "قافلة الكتب".. لماذا هي مهمة.. وما هو التأثير الذي أحدثته منذ إطلاقها عام 1996؟ في العام ١٩٩٦ بدأتُ مشروع Rural books school، أما قافلة الكتاب كمشروع بشكله الحالي وبملكيّته الفكرية فقد بدأ في عام ٢٠٠٦. انطلقت فكرة قافلة...

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this

Pin It on Pinterest