الطاهر الطويل
“القراءة من الورقي إلى الرقمي” كان موضوع ندوة فكرية أقيمت، عشية الاثنين 12 فبراير، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، وشارك فيها الأساتذة: سعيد يقطين، عبده حقي، نزهة بلخياط.
شدد الباحث الدكتور سعيد يقطين على عدم إقامة الفصل بين الرقمي والورقي، مشيرا إلى أن العلاقة بينهما ليست علاقة تعارض، وإنما هي علاقة تكامل، فالوسيط الرقمي صار في خدمة النص المكتوب. ودعا إلى ضرورة إعادة تربية الحواس لتجعلها أكثر ملاءمة في التعامل مع الوسيط الرقمي، مبينا أهمية القراءة في الارتقاء بالوعي الجمْعي. وأوضح أن العالم العربي لم يصل إلى العصر الرقمي في التعامل مع النصوص المكتوبة، وإنما ما زال يعيش العصر الإلكتروني، حيث يقع الاكتفاء بإعادة نشر الكتب والمقالات الموجودة في الحوامل الورقية.
أما الأديب والإعلامي عبده حقي فتساءل في مستهل مداخلته عما إذا كان تعدد الوسائط الحديثة وطوفان المعلومات قد يؤثر على القراءة ويجعلها في خطر؟ ليجيب بالقول إن البيئة الافتراضية تمهد الطريق إلى فقدان السلطة الذاتية على فعل القراءة، حيث تغيرت العادات في هذا المجال بسبب غلبة الترفيه الرقمي، مما قد يتغير معه تصورنا للكاتب ولاحتياجات المتلقي الجديد، وهو ما يقود إلى ما أسماه عبده حقي “القارئ المترفه والسطحي”. وأكد على أهمية الارتقاء بالوعي التربوي لدى الأجيال الناشئة، حتى لا تتأثر سلبا بالثقافة الرقمية الجديدة.
كما تناولت الباحثة الدكتورة نزهة بلخياط التحديات المرتبطة بالقراءة مع الانتقال إلى العالم الرقمي. وقدمت أرقاما ومعطيات مقارنة حول إنتاج واستهلاك الكتاب في العالم العربي وفي الدول الغربية، مشيرة إلى أن رقم معاملات سوق الكتب في البلدان العربية مجتمعة لا يتجاوز 4 ملايين دولار أمريكي سنويًّا، وفيما يصل عدد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي الواحد من 1000 إلي 5000 نسخة، نجد في مقابلها 85 ألف نسخة في دول الغرب، بما يصل إلى 12 مليار يورو سنويا كرقم معاملات. ودعت إلى الاستفادة من الحوامل الرقمية ـ باعتبارها خزانا مهما للمحتويات ولنقلها ـ في التشجيع على القراءة وتوسيع قاعدتها لدى مختلف الفئات المعنية.