في إطار المحافظة على ثقافة المجتمع الوسطية ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب، ناقشت ندوة أقيمت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019، موضوع “دور الناشر العربي في حماية المجتمع من التطرف والإرهاب”، أدارها بشار شبارو، أمين عام اتحاد الناشرين العرب، والذي أكد على ضرورة توجيه الاتحاد نحو بناء استراتيجية حقيقة لحماية القارئ من المواد المتطرفة.
وتحدث سعد العنزي، مدير معرض الكويت الدولي للكتاب أثناء الندوة، عن أهمية القراءة باعتبارها الأداة التي يمكننا من خلالها مكافحة التطرف، فلا يمكن لأي أمة أن تحارب الإرهاب بالسلاح فقط، ومن هنا تنبع أهمية الكتاب في مواجهة التطرف، مشددًا على ضرورة مكافحة التطرف بغذاء العقل والعلم والمعرفة.
وأشار العنزي إلى أن التطرف هو المحرك الرئيسي للصراعات التي تشهدها الدول، والتطرف الفكري منبع للعنف والكراهية الطاغية على المشهد العالمي، مؤكدًا على دور المؤسسات الثقافية والفعاليات ومنها معارض الكتب في محاربة التطرف وتسليط الضوء على أياده الخفية التي تدس السم بالعسل وتغذي فكر الشباب والناشئة بأفكار سلبية وإجرامية.
دور المعارض في التعريف بخطر التطرف
وقال العنيزي إن معارض الكتاب تساهم في التعريف بخطر التطرف وتوعية الشباب بالأفكار الهدافة، حيث أنها تخلق جوًا من التقارب الفكري بين روادها، وتشكل منبرًا مفتوحًا على كل الثقافات؛ فتظهر إبداعات الإنسان في المجالات الشعرية والنقدية والفكرية والسياسية، مضيفًا: “علينا أن ننوه بالأشياء التي تستقطب الشباب؛ ولتحقيق هذا الهدف يجب أن نروج لمنتديات الكتب والمعارض بينهم في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك التنسيق بين وزارات التربية والتعليم لحضور الندوات التي تحارب التطرف”.
الكتاب المدرسي.. ضروري لمواجهة التطرف
وخلال الندوة أكد المهندس خالد البلبيسي، مدير دار المنهل بالأردن وعضو اتحاد الناشرين العرب، أن الكتاب المدرسي له دور مهم في تشكيل ثقافة الطفل وتوجيهه، وقد تنبه إلى أهمية الكتاب المدرسي الرومان قديماً، فمنذ العهد الروماني ظهرت فلسفة الكتاب التعليمي، وظهرت الألواح للكتابة، مشيرًا إلى أن أحد مراحل ازدهار العلوم والمعارف هي بداية صناعة الورق.
وقال: “لا شك أن المتطرف إذا استمر في أفكاره فمآله إلى مرحلة الإرهاب والعنف، ولكن في مرحلة ما نستطيع أن نستخدم كثيراً من الوسائل لمعالجته ومنها العملية التربوية والندوات والإعلام وغيرها، لكن إذا تجاوز هذه المرحلة ودخل مرحلة الفعل والأعمال الإرهابية فإن الحلول الفكرية لا تصلح معه، وبالتالي ننتقل إلى اتجاه آخر وحل جذري للتعامل مع هذه القضية”، مؤكدًا على ضرورة تشخيص العملية بصورة صحيحة لمواجهتها سريعاً.