روجر تاغولم
أعلنت مؤسسة جون تمبلتون في بيان صادر عنها عن منح العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني جائزة تمبلتون للعام 2018، مصرحة أن الملك الأردني “بذل جهوداً كبيرة لتعزيز الوئام الديني بين الطوائف الإسلامية من جهة، وبين الإسلام والأديان الأخرى من جهة ثانية، لم يسبقه إليها أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة”.
وتمنح الجائزة التي تبلغ قيمتها 1.1 مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار)، للشخصيات التي لا زالت على قيد الحياة ولها أثر كبير في تحقيق الوئام والتعايش بين الأديان، وتعزيز قيم المشتركات الإنسانية.
وأكدت مؤسسة تمبلتون في بيانها: “نجح الملك من خلال إطلاق المبادرات الرائدة بتعزيز الخطاب الديني المعتدل والطبيعة السمحة للدين الإسلامي، ونبذ التطرف”، مشيرة إلى أنه من المقرر منح الجائزة للعاهل الأردني رسمياً في 18 نوفمبر المقبل بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وتأسست “جائزة تمبلتون” عام 1972 على يد السير جون تمبلتون، رجل الأعمال الأمريكي البريطاني المولد، مؤسس “صندوق تمبلتون للتنمية”، أحد أكثر الصناديق الاستثمارية نجاحاً على مستوى العالم، إذ ربطت المؤسسة المهارة التجارية باحترام الأديان وقيمها الأخلاقية، والجانب الروحي للحياة، حيث مُنحت الجائزة في دورتها الأولى للأم تيريزا في عام 1973، ومن أبرز الشخصيات التي حصلت عليها الأديب الروسي ألكسندر سولجنيتسين في عام 1983، وأنعام الله خان، مؤسس وأمين عام مؤتمر العالم الإسلامي في العاصمة الباكستانية كراتشي عام 1988، والدالاي لاما عام 2012.
وتهدف “جائزة تمبلتون” التي تتخذ من كونشوهوكين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية مقراً لها، إلى تقدير الأشخاص الذين قدموا اسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان، مثل الأعمال الخيرية، أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي، أو المساهمة بشكل بناء عبر وسائل الإعلام في الحوار المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية.
يشار إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نشر كتابه “فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في وقت الخطر” عام 2011، بعد أن قام بدعم وتمويل مبادرة “كلمة سواء بيننا وبينكم” عام 2006، التي سعت لتوحيد أعلام الديانتين الإسلامية والمسيحية حول الوصايا والقيم المشتركة بينهما، ومنها الإخلاص لله عز وجل، والإحسان للجار، واقترح جلالته “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان” عام 2010، وسارعت الأمم المتحدة بتحديد الأسبوع الأول من شهر فبراير من كل عام للاحتفال بهذه المناسبة.