ينطلق يوم 15 أكتوبر 2025 معرض فرانكفورت للكتاب، أعرق وأضخم حدث عالمي في صناعة النشر، جامعاً تحت سقفه أصوات الكُتّاب والناشرين والمفكرين من مختلف القارات. وعلى مدى خمسة أيام (15–19 أكتوبر)، تتحوّل مدينة فرانكفورت إلى عاصمة للكلمة، حيث يلتقي صناع الكتاب والقراء لمناقشة مستقبل الأدب، وحقوق النشر، وتحديات العصر الرقمي، في دورة ستكون من أكثر الدورات تنوعاً وابتكاراً في تاريخ المعرض الممتد لأكثر من سبعين عاماً.
وتحلّ جمهورية الفلبين ضيف شرف هذا العام، تحت شعار “الخيال يملأ السماء”، مقدّمة برنامجاً ثقافياً غنياً يعكس ثراء تراثها الأدبي وتعدد لغاتها وفنونها، إلى جانب معارض فنية، وقراءات شعرية، ولقاءات مع أبرز كُتّابها المعاصرين. ويأتي هذا الاختيار في إطار سعي المعرض إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتسليط الضوء على تجارب أدبية ناشئة من آسيا والعالم. كما تشارك أكثر من 120 دولة في فعاليات هذا الحدث، عبر أكثر من 2000 دار نشر، ما يجعل المعرض ملتقىً عالمياً للصفقات والابتكارات الأدبية.
ويُنتظر أن يشهد المعرض هذا العام حضوراً لافتاً للتقنيات الحديثة في مجالات النشر والذكاء الاصطناعي، مع إقامة جلسات متخصصة تناقش دور التكنولوجيا في تعزيز الإبداع وحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى منتديات حول الكتاب الصوتي والمحتوى التفاعلي ووسائل القراءة الجديدة. كما يحتضن المعرض مؤتمرات مهنية مخصصة لأدب الأطفال، وورشاً حول الترجمة والتوزيع، في وقت تشهد فيه صناعة النشر تحولات عميقة نحو الرقمنة وتنوّع وسائط القراءة.
وتكرّس هذه الدورة رؤيتها بوصفها مساحة لقاء عالمية يتقاطع فيها الفكر مع الفن، والتقاليد مع الحداثة، لتعيد التذكير بأن الكتاب ما زال أداة حيوية للحوار الإنساني والتفاهم بين الشعوب. وبين أروقة فرانكفورت، ستُوقع عقود، وتُبنى شراكات، وتُولد أفكار جديدة تسهم في صياغة مستقبل القراءة، لتبقى هذه المدينة الألمانية العريقة والنابضة بالحياة أيقونة سنوية لصناعة المعرفة وللإيمان العميق بأن الكلمة قادرة على تغيير العالم.



