تنطلق صباح الأربعاء 10 سبتمبر 2025 فعاليات الدورة السادسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب، والتي تستمر حتى 21 سبتمبر 2025 في منطقة المنصور، بمشاركة أكثر من 600 دار نشر ومؤسسة ثقافية وبحثية من العراق والعالم العربي وأوروبا وآسيا، في منصة متجددة تحتفي بالكتاب وتكرّس موقع بغداد التاريخي كعاصمة للفكر والمعرفة. ويعد المعرض مناسبة ينتظرها عشاق القراءة سنوياً، حيث يشهد إطلاق عناوين جديدة، وتنظيم ندوات فكرية وورش حوارية، فضلاً عن لقاءات مباشرة بين القرّاء والكُتّاب.
وتحل دولة قطر ضيف شرف المعرض هذا العام، لتقدّم من خلال جناحها برنامجاً ثرياً بالأنشطة التي تجمع بين الفكر والفن والتراث. إذ يشمل البرنامج ندوات فكرية ومحاضرات ثقافية، وأمسيات شعرية وموسيقية، إلى جانب عروض للفنون الشعبية، ومعرض صور يسلّط الضوء على ملامح النهضة العمرانية والثقافية في قطر. كما يقدّم الجناح تجارب حية لحِرف تقليدية مثل صناعة السفن الخشبية وصياغة الذهب، بما يمنح الزوار نافذة مباشرة على الثقافة القطرية الأصيلة، ويعكس في الوقت نفسه عمق الروابط الثقافية بين الشعبين العراقي والقطري.
ويمتد برنامج المعرض ليشمل حضوراً متميّزاً لشخصيات عربية لامعة في مجالات الأدب والفن والإعلام، من أبرزهم الفنان المصري أحمد أمين، الذي اشتهر بأعماله الكوميدية وأدواره المؤثرة في الدراما والسينما، إلى جانب محتواه الإبداعي على المنصات الرقمية. وستضفي مشاركته بُعداً فنياً جديداً على أجواء المعرض، إذ يمزج بين روح الدعابة والرؤية الفكرية، في إضافة نوعية تؤكد أن الكتاب والفكر يمكن أن يتكاملا مع الفنون الأخرى لتوفير تجربة ثقافية أكثر ثراءً وتنوّعاً للجمهور بمختلف فئاته.
وفي الوقت الذي يزخر فيه البرنامج بالفعاليات، أثارت مشاركة الباحث المصري محمود صلاح جدلاً في الأوساط الثقافية، بعد اتهامات بطرحه أفكاراً مثيرة للجدل ونظريات لا تستند إلى منهج علمي. وأكدت إدارة المعرض أن مشاركته جاءت عبر دار نشره الخاصة، وليست بدعوة رسمية، مشددة على أن المعرض يظل مساحة للتعدد الفكري. ورغم هذا الجدل، يبقى المعرض حدثاً استثنائياً يعكس قدرة بغداد على استعادة دورها الثقافي الرائد، ويبرهن على أن الكتاب لا يزال جسراً يجمع بين الشعوب ووسيلة للحوار والإبداع.



