تواصل “مؤسسة كلمات” نشر الأمل والمعرفة بين الأطفال، عبر مبادرتي “أرى” و”تبنَّ مكتبة”، اللتان تترجمان رؤيتها وإيمانها بأن القراءة حق أساسي من حقوق الطفل، إذ أطلقت المؤسسة مبادرة “أرى” خصيصاً لدعم الأطفال من ذوي الإعاقات البصرية، حيث تتيح لهم القراءة من خلال كتب عربية بصيغ ميسّرة تشمل كتباً بلغة برايل، وطبعات بأحجام كبيرة، وكتباً صوتية وتفاعلية، إلى جانب الكتب العادية.
وفيما تجلس الطفلة لينا، ذات السنوات العشر، في زاوية هادئة من مكتبة عامة، تمرّر أناملها الصغيرة على صفحات كتاب مطبوع بطريقة برايل، تكتشف من خلاله قصة عن النجوم رغم أنها لا تبصر، يقف مالك، الفتى اللاجىء البالغ من العمر اثني عشر عاماً، عند مدخل خيمته في أحد المخيمات، وعلى بُعد آلاف الكيلو مترات من وطنه، وهو يحتضن كتاباً يروي قصة خيالية عن مدينة غامضة تحت أعماق البحر، استعارها من المكتبة المتنقلة التي وصلت إلى المخيم، ومنحت يومه معنى جديداً، وربما أعادت رسم ملامح مستقبله.
قصتا لينا ومالك تختصران رؤية “مؤسسة كلمات”، التي تركّز جهودها على ضمان وصول الكتاب إلى كل طفل أينما كان، ومهما كانت ظروفه أو قدراته. وفي اليوم الدولي للشباب، تحتفي المؤسسة بتمكين الأطفال من خلال القراءة، عبر مبادرتي “أرى” و”تبنَّ مكتبة”. فمبادرة “أرى” التي كانت السبب وراء امتلاك لينا كتابها الأول بطريقة برايل، أطلقتها “مؤسسة كلمات” خصيصاً لدعم الأطفال من ذوي الإعاقات البصرية، حيث تتيح لهم القراءة من خلال كتب عربية بصيغ ميسّرة تشمل نسخاً بلغة برايل، وطبعات بأحجام كبيرة، وكتباً صوتية وتفاعلية، إلى جانب الكتب العادية.
بفضل هذه المبادرة، أصبح بإمكان الأطفال المكفوفين وضعاف البصر أن يقرؤوا، ويتخيلوا، ويشاركوا زملاءهم لحظات التعلّم والنقاش، حيث أسهمت المؤسسة في إنتاج وتوزيع عشرات الآلاف من الكتب الميسّرة في الوطن العربي، في التزام مباشر باتفاقية مراكش الداعية إلى إتاحة المعرفة للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية.
أما مالك، فقد كان أحد المستفيدين من مبادرة “تبنَّ مكتبة”، التي أطلقتها مؤسسة كلمات لتوفير مكتبات متنقلة للمجتمعات المحرومة من مصادر القراءة. عندما وصلت هذه المكتبة إلى المخيم، كانت تحمل معها 100 كتاب موجّه للأطفال واليافعين. كانت تلك لحظة فارقة؛ الأطفال اجتمعوا حول الكتب، تبادلوا القصص، وعادوا إلى منازلهم بشيء من الانتماء.
بالنسبة لمالك، لم تكن القصة التي قرأها مجرّد نص، بل استعادة لجزء من ذاكرته الثقافية. وبينما كان يتنقل بين الصفحات، بدأ يتخيّل عالماً مختلفاً عن ذلك الذي فرضته ظروف اللجوء.لتسهم مؤسسة كلمات في منح الأطفال فرصة للانخراط بمجتمعهم الجديد دون أن يفقدوا جذورهم وهويتهم. وقد وصلت مبادرة “تبنَّ مكتبة” إلى 27 دولة حتى الآن، وأهدت أكثر من 18,700 كتاب عربي، استفاد منها ما يزيد عن 115,000 طفل في المخيمات والمدارس والمراكز المجتمعية حول العالم.



