استضاف نادي القراءة “13 تحت الشمس”، الروائية سميحة خريس في ندوة نوقشت فيها رواية “فستق عبيد”، التي فازت بجائزة كتارا للرواية العربية (2017).
واستعرضت مشرفة النادي زين مبارك، أشكال العبودية التي تناولتها الرواية، والتي تكشف زيف الحضارة الأوروبية، ومسؤولية الغرب تجاه الدول التي يَستحلب ثرواتها ويَستعبد إنسانها.
وقالت د.أميمة رواشدة إن هذه الرواية طافحة بالمرارات التي تطيح بالهوية الإنسانية واستلاب الكينونة الإنسانية، وإن الروائية استعانت بتقنية تعدد الأصوات، التي ساعدتها في تقديم كل حدث وموقف من خلال وعي الذات، فقد قدم أبطالها الأحداث من خلال “كاميرا داخلية” تسلط الضوء على دواخلهم.
وأوضحت أن رواية خريس تذكّر بأعمال ديستوفسكي التي كان أبطالها من المهمشين والمسحوقين. وأن لغة السرد “تصهل بأنين آسر، وتومض بألق شجي”، لتؤدي الوظيفة المناطة بالأدب بحسب أرسطو، وهي “التطهير”.
وتوقّف الكاتب السوداني محمد الحاج، عند اسم الرواية “فستق عبيد” الذي كان الأطفال في السودان يتداولونه دون معرفةٍ بأنه يرتبط بحالة العبودية.
وقالت منى استنبولي إن قصص الحب في الرواية جاءت كلها مبتورة وبنهايات أليمة، باستثناء قصة الجد كامونقا والجدة ليمون، بطلَي النصف الأول من الرواية، والتي تكللت بالنجاح رغم العبودية والظلم والهوان.
بدورها، تساءلت الروائية خريس التي درست علم الاجتماع والأنثربولوجيا في الجامعة، عن سبب عدم معالجة الروائيين العرب موضوع الرق والعبودية في أدبهم، باستثناء قلّة من بينهم الكاتبة الليبية نجوى بن شتوان التي أصدرت رواية “زراريب العبيد”، والروائي المصري محمد منسي قنديل صاحب رواية “كتيبة سوداء”.
وأضافت خريس أنها استلهمت في روايتها قبل الأخيرة “بابنوس” أحداث الواقع، إذ يُقبَض على أعضاء جمعية خيرية فرنسية بتهمة سرقة الأطفال ومحاولة تهريبهم من السودان عبر تشاد إلى فرنسا، فقد كانت تجارة الرق تحدث تحت ستار التبني، قبل أن يتم استغلال الأطفال بالدعارة وتجارة الأعضاء.
وأوضحت أنها بعد انتهائها من “بابنوس” التي تتحدث عن الواقع الملتصق بنا، اتجهت للكتابة عن تاريخ تجارة الرق، على وقع التقارير التي تتحدث عن شباب يخرجون من إفريقيا للعمل في “إسرائيل”، يتم قتلهم وبيع أعضائهم، وكذلك عن اكتشاف سوق للعبيد في ليبيا مؤخراً.
وقالت إنها فكرت بكتابة “فستق عبيد” بينما كانت تشتغل على روايتها التاريخية “يحيى”، فقد وجدت خلال بحثها عن وقائع تاريخية حدثت في القاهرة، وصفاً دقيقاً لسوق العبيد الذي كان يقع في المنطقة المسماة حالياً “خان الخليلي”، واستفزها أن هذه الأحداث تم الصمت عنها، وأن إفريقيا بعامة كانت مسرحاً لهذه الظاهرة.
وأكدت خريس أنها تعمدت عند اختيار “فستق عبيد” اسماً لروايتها، أن تجرح الذاكرة الإنسانية، فـ”الجرح يجب أن يُفتح كي نعالجه، ولا بد أن تُلغى حساسية هذا التعبير، فالعار على من استَعبد لا من استُعبد”.
يُذكر أن نادي القراءة “13 تحت الشمس” هو أحد الأنشطة الدورية لجمعية “كتابي كتابك” التي ترأسها هناء الرملي.
انتعاش قطاع النشر السعودي: أكثر من 500 دار نشر تدفع نمو الصناعة
كشفت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” في المملكة العربية السعودية، عن وجود أكثر من 500 دار نشر محلية في المملكة حالياً، ما يعكس التطور النوعي الذي شهدته صناعة النشر في البلاد خلال الأعوام الأخيرة، والاهتمام المتزايد بهذا القطاع من قبل المستثمرين ورواد الأعمال. وأشارت الهيئة في تقريرها للربع الثالث من 2024، إلى أنه […]