قراءة في كتاب “الزلازل.. حقيقتها وآثارها”
تأليف: د. شاهر جمال آغا
عدد الصفحات: 234
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت (سلسلة عالم المعرفة)
“تطالعنا بين وقت وآخر أنباء عن وقوع زلازل في بقعة ما على سطح كوكبنا الأرضي، في هزات تتراوح بين ذبذبات وديعة لا تكاد تثير انتباه أغلب الناس، وكوارث ضارية تفترس بين أنيابها المرعبة مئات الألوف من البشر، وهو الأمر الذي فرض على قلوب العامة والخبراء على حد سواء هواجس زلزالية مخيفة جعلت الناس يشعرون بأنه ليس هناك موضع على ظهر كرتنا الأرضية في منجاة من هذه الظاهرة المدمرة، وبالطبع ليس منطقتنا – الشرق أوسطية – استثناءً من هذه القاعدة”.
بهذه المقدمة يقدّم د. شاهر جمال آغا كتابه “الزلازل.. حقيقتها وآثارها”، الذي رغم أنه صدر في العام 1995 عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت ضمن سلسلة “عالم المعرفة” الشهيرة، إلا أنه مازال مرجعاً مهماً يعود إليه الناس العاديون، قبل الباحثين والخبراء والمختصين، كلما حدث زلزال في منطقة ما من عالمنا الواسع، وخصوصاً في العالم العربي كما حدث في زلزال المغرب مطلع شهر سبتمبر 2023، وقبله بأشهر في تركيا وبعض الدول المجاورة لها.
تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يجيب عن أسئلة عديدة تدور في عقل الإنسان حول قضايا مهمة في مجال الزلازل، وذلك بلغة بسيطة يمكن للقراء العاديين فهمها، مثل نشأة الأرض وهل لها مدلولات زلزالية؟ وماذا وراء الزلازل من عوامل فيزيائية وكيميائية؟ وما دور الطاقة الحرارية في الهزات الزلزالية؟ وهل توصل الإنسان إلى وسائل دقيقة تعينه على التنبؤ بحدوث الزلازل؟ وهل تسهم عملية التنبؤ التي يضطلع بها العلماء في تحاشي الإنسان للآثار المدمرة للزلازل؟
ولعل الإجابات التي يطرحها هذا الكتاب عن الأسئلة السابقة تزيد من حصيلة الإنسان المعرفية حول الزلازل، ومن ثم تبدد بعضاً من هواجسه الزلزالية المخيفة، وكذلك تجعله أكثر استعداداً لزلازل قادمة، لا يمكنه بالتأكيد منع حدوثها، ولكنه سيكون، بالعلم والمعرفة، أكثر قدرة على التعامل معها، وربما التخفيف من آثارها، ولعله يسهم في جعل الأجيال القادمة أكثر إدراكاً لمخاطرها والتأثير فيها، من خلال تصميم المباني بشكل يقلل الخسائر البشرية والمادية إلى أدنى حد ممكن.