يحتفل المجتمع الأدبي يوم 10 يناير، بذكرى ميلاد الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء، الذي ولد عام 1955 باسم محمد مولسهول، واشتهر بـ”ياسمينة” خضراء، وهو اسم زوجته، لتجاوز الرقابة العسكرية أثناء خدمته في الجيش الجزائري، وقد أكسبته مساهماته الأدبية شهرة عالمية، وجعلته شخصية بارزة في الأدب المعاصر.
تتعمق كتابات خضراء في تعقيدات المجتمع الجزائري، وتتناول موضوعات مثل الحرب والهوية والحالة الإنسانية. ومن أبرز أعماله “فضل الليل على النهار” (ترجمة محمد ساري، سيديا، 2013) وهي رواية مؤثرة تدور أحداثها على خلفية تاريخ الجزائر المضطرب، وتجسّد نضال الجزائريين من أجل الاستقلال والتحديات اللاحقة التي يواجهونها.
وتعد روايته “سنونوات كابول” (ترجمة محمد ساري، دار الفارابي، 2007) تحفة فنية أخرى تسلّط الضوء على الحياة في ظل حكم طالبان بأفغانستان، وهي رواية أخرى تثبت قدرة الكاتب الجزائري المبدع على نسج روايات قوية، إلى جانب رؤيته العميقة للنفس البشرية، وهو ما أكسبه قراءً عالميين، وحقق له شهرة طاغية.
وفي روايته الأخرى “الهجوم” (تحوّلت إلى فيلم سينمائي أخرجه زياد دويري، 2012) يتناول خضراء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال عيون جرّاح عربي إسرائيلي يكتشف صدفة أن زوجته نفذت عملية فدائية، وقد أكسبه هذا العمل المزيد من الإشادة الدولية لاستكشافه المعضلات الأخلاقية وعواقب العنف.
وتقديراً لرواياته المميّزة، نال ياسمينة خضراء العديد من الجوائز الرفيعة، من أبرزها ميدالية فيرميل من معهد فرنسا عام 2001، وأدرج اسمه ضمن قائمة “أفضل كتاب لعام 2005” من صحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل” و”كريستيان ساينس مونيتور”، ونال في عام 2006 جائزة الوكالة الفرنسية للتنمية الأدبية، كما فاز في عام 2011 جائزة هنري غال الكبرى للأدب، وهي جائزة فخرية من معهد فرنسا.
وبالإضافة إلى إنجازاته الأدبية، فإن التزام ياسمينة خضراء بتعزيز التفاهم بين الثقافات عزز مكانته كسفير ثقافي، حيث شارك في حوارات على منصات عالمية، مستخدماً نفوذه لتعزيز السلام والتسامح والاحترام المتبادل، مركزاً في أحاديثه على دور الأدب بتعزيز فهمنا للتجربة الإنسانية في مواجهة الشدائد والتحديات على اختلافها.