دعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، العاملين في صناعة النشر، إلى أن يبقوا ملتزمين ومؤمنين بقوة الكلمة المكتوبة والدور الذي تلعبه في توحيد العالم أو تفرقته، وقالت: “يجب أن تبقى صناعة النشر حافزاً للتغيير المنشود، ودافعاً للتبادل الثقافي، ومنصة للتحول الاجتماعي، ومعاً يمكننا بناء مستقبل يواصل فيه الأدب وقطاع النشر إحداث التأثير الإيجابي على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت: “يقف قطاع النشر اليوم على بوابة التاريخ، ليستعيد الدور الأساسي الذي لعبه على مدار قرون. في زمن انتشرت فيه المعلومات الخاطئة والمضللة والأخبار الزائفة وثقافة إلغاء الآخر، وهيمنت فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الفضاء الرقمي لتصنع فقاعات زائفة، يتحمل الناشرون مسؤولية تقديم محتوى موثوق تم التحقق منه والبحث فيه بشكل شامل، ويمتلكون فرصة فريدة لاستعادة الثقة في الإنسانية وبناء مستقبل تنتصر فيه الحقيقة على البهتان”.
جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعاليات الدورة الـ 13 من “مؤتمر الناشرين” الذي أقيم يوم الأحد 29 أكتوبر 2023 في مركز إكسبو الشارقة، بحضور أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ونخبة من قيادات صناعة الكتاب وخبراء في مجال النشر من 106 دول حول العالم.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “في زمن يتشكّل فيه الرأي العام، وتنتشر فيه الآراء بسرعة كبيرة، تبرز أهمية استمرار الناشرين بتوفير قاعدة راسخة للحقيقة تُمكّن الأفراد من بناء فهم صحيح للقضايا العالمية المعقدة عليهم، وهذه هي رسالة الناشرين التي نبني عليها مصداقيتنا لدى قرّائنا ومجتمعاتنا، والتي ينبغي لنا حمايتها بكافة الوسائل في ظل جميع التوجهات وتحت كل الظروف”.
وتابعت: “لكي نكون قادرين على الوفاء بعهدنا، يتوجب على صناعة النشر أن تتكيّف مع التغيّرات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا، فنحن نقف على مفترق طرق بين التقليدي والمبتكر، ويتوجب علينا أن نجد مسارنا في هذا المشهد المضطرب، فإن تبني الابتكار يعد من أبرز الطرق التي يمكننا من خلالها مواكبة هذا التغيير المستمر”.