تتزايد كل يوم المخاوف في صناعة النشر من انتشار الكتب التي يتم تأليفها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليس بسبب افتقارها إلى الأصالة فحسب وإنما أيضاً لاحتوائها على معلومات مضللة ولصياغتها الركيكة، وهو ما دفع عدداً من المؤلفين، وآخرهم الكاتبة الشهيرة جين فريدمان إلى شن هجوم على هذه المنصات، بعد أن وجدت نسخة من كتابها، “كيف تكتب وتنشر كتاباً إلكترونياً بسرعة وتكسب المال”، معاد تأليفها من خلال الذكاء الاصطناعي ومعروضة في متجر “أمازون”.
أما الكاتب المتخصص في السياحة والسفر، مايك ستيفز، فاكتشف وجود صفحة على “أمازون”، لمؤلف “خيالي”، يوفر نسخاً أعيد تأليفها من خلال الذكاء الاصطناعي لإصدارات ستيفز، في مؤشر على إمكانية انتحال أي شخص لاسم مؤلف شهير، و”تزوير” إصداراته بكل سهولة، بل وإعادة نشر وبيع أعماله بعناوين جديدة ومضمون مشابه للأصلي، ولكن بدون حقوق نشر للمؤلف أو حتى الحصول على إذن قانوني منه.
ويرى المتابعون لقطاع النشر، أن سهولة إعداد محتوى من خلال الذكاء الاصطناعي وسهولة تسويقه وتوزيعه، تشجع أعداداً متزايداً من الأشخاص على القيام بهذا الفعل، خصوصاً في ظل صعوبة مراقبة المحتويات الإلكترونية بالكامل، وغياب الإجراءات القانونية الرادعة، وهو ما يهدد عمل المؤلفين الذي يعيشون من كتاباتهم، رغم أن البعض يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى براعة الكاتب الماهر. لكن بالمقابل، يحذر الخبراء من أنه بمرور الوقت، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين وإنتاج محتوى لا يمكن تمييزه فعلياً عن الأعمال التي كتبها الإنسان.