هدى حمد وسامي البطاطي: فوضى المعرفة.. تتطلب قراءة جادة!
ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب، استضافت جلسة نقاشية في مكتبة محمد بن راشد، كلاً من الكاتبة والروائية العمانية هدى حمد، وصانع المحتوى والمهندس السعودي سامي البطاطي، للحديث عن مبيعات الكتب في زمن التواصل الاجتماعي، ودور الإعلام في صناعة قوائم “الأكثر مبيعاً”، وحاجة المبدع إلى الوقت من أجل الاستمرار في الإنتاج.. والإبداع.
وأكدت هدى حمد أنها اتخذت قرارها بإنشاء قناة رقمية للحديث عن الكتب، انطلاقاً من شغفها بالقراءة، ورغبتها بلفت نظر الجمهور إلى كتاب ما أو فكرة معينة، من خلال أرشفة قراءاتها، مضيفة أن انشغالات الحياة، ومسؤولياتها الكثيرة بين العمل والبيت، أخرّت تطبيق الفكرة، إلى أن جاءت جائحة كورونا، وما ترتب عليها من أوقات فراغ، فكان للمكتبة المنزلية نصيبها من هذا الوقت، بالترتيب والتنظيم وبالتالي العثور على كتب كثيرة تستحق المراجعة.
وأشارت حمد إلى أن الزمن الذي نعيشه اليوم يتضمن “سيلاناً لانهائياً من المعرفة” والكثير من “الفوضى الشتائمية”، بل و”التباهي السطحي” الذي وصل إلى حد التقاط الصور مع الكتب في المقاهي وأمام المكتبات، دون وجود القارىء الجاد الذي يتعامل مع القراءة باعتبارها فعلاً شاقاً، مطالبة صنّاع المحتوى بالمساهمة في تشكيل ذائقة القراء أكثر من اهتمامهم بزيادة نسبة المبيعات أو معدل المشاهدات.
ولفتت الكاتبة العمانية إلى أن الجوائز تسهم في تسليط الضوء على الكتب المرشحة والفائزة وتزيد مبيعاتها، وفي نفس الوقت أسهمت الكتب الصوتية و”البودكاست” في جذب شرائح واسعة من أفراد المجتمع إلى القراءة، نافية التركيز على أنماط معينة من الروايات أو الكتب في مراجعاتها، مؤكدة أن المعيار الأساسي في اختياراتها هو النص المكتوب بشكل جيّد واحترافية عالية.
من ناحيته، تحدث سامي البطاطي عن بداياته في عالم مراجعات الكتب، والتي انطلقت في العام 2016، وهو في سنته الجامعية الأخيرة، حيث كانت الكتب غير الأكاديمية متنفسه الوحيد، وكان حريصاً على مشاركة الآخرين تجاربه القرائية، مضيفاً أنه تمكن حتى الآن من تصوير أكثر من 160 مراجعة منشورة، اقتصرت في البداية على الكتب، لكنها توسعت لاحقاً لتشمل تغطية معارض الكتاب وزيارة المكتبات.
وحول تأثير الإعلام على مبيعات الكتب، روى البطاطي قصة مذيع أمريكي “اخترع” عنواناً وهمياً لكتاب وطلب من المستمعين الاستفسار عنه في المكتبات، فكانت النتيجة وصول الكتاب إلى قائمة “الأكثر مبيعاً” رغم أنه غير موجود أصلاً، مشيراً إلى أن من أهم تأثيرات مراجعات الكتب في الفضاء الإعلامي والرقمي هو “صناعة قارىء”، ذلك أن من يتعرّف على كتاب ما – ولو بطريق الصدفة – سيصبح مع الأيام قارئاً.
ونصح البطاطي زملاءه من صنّاع المحتوى، باختيار الكتب التي تعبّر فعلاً عن اختياراتهم وذائقتهم، لافتاً إلى أن توجهه في البداية نحو الأعمال البوليسية مثل روايات دان براون واجاثا كريستي كان نابعاً من قراءته لها، مشيراً إلى القراءة تتطور، فما قرأته أمس، قد لا يكون هو ما تقرأه اليوم، وقال: “أكبر تحدٍ في العملية الإبداعية هو الوقت، فالمبدع بحاجة دائماً إلى التفرّغ من أجل الاستمرار في الإنتاج”.