أطلق الكاتب البريطاني نيل غيمان حملة جديدة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) للمساعدة في جمع الأموال للاجئين السوريين، كجزء من حملة “نداء الشتاء” التي أطلقتها المفوضية.
واشتهر غيمان، سفير النوايا الحسنة للمفوضية منذ عام 2017، بأعماله الخيالية، وأبرزها سلسلة كتبه المصورة “رجل الرمل”، وروايتيّ “الآلهة الأمريكية” و”ستاردست” وغيرهما.
وظهر نيل في مقطع فيديو وهو يقرأ قصيدته “ما تحتاجه لتبقى دافئاً” التي تسلّط الضوء على محنة اللاجئين، حيث تصور الرسوم المتحركة في الفيديو، الذي عمل على إنتاجه أكثر من 900 شخص، من الفنانين إلى أطفال المدارس، المصاعب التي يواجهها الكثير من ضحايا الحروب والصراعات.
ستخصص أموال الحملة لدعم اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط طوال فصل الشتاء، وخصوصاً اللاجئين في لبنان، حيث تواجه العائلات مستوىً قياسيًا من “الفقر المدقع” في خضم جائحة فيروس كورونا، وفقًا للمفوضية.
وقال غيمان: “لا يمكن للعالم أن ينسى محنة اللاجئين السوريين هذا الشتاء على الرغم من الاضطرابات العالمية الناجمة عن فيروس كورونا. لقد كشف الوباء عن نقاط ضعف في قدرة الحكومات على الاستجابة للأزمات، وينبغي أن يكون ذلك بمثابة تذكير بأن اللاجئين هم أناس عاديون يتعاملون أيضاً مع الاضطرابات”.
وأضاف: “إذا كان من شيء جديد في العام 2020 فهو أننا بتنا جميعاً على بُعد خطوة واحدة من أن نصبح لاجئين، ولكن القدر أعطانا عاماً مختلفاً تماماً”، مؤكداً أنها “حكاية معظم اللاجئين أيضاً… لكن الأمور لم تسر على ما يرام”. مضيفاً: “من السهل جداً نسيان أزمة اللاجئين، ومن السهل جداً نسيان أن في العالم اليوم قرابة 80 مليون نازح قسرياً. ولكن لا يُمكننا أن ننساهم. الجو بارد حقاً، بل يصبح أكثر برودة إن كنت تعيش في خيمة”.
وحذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين من أن شتاء 2020، وهو التاسع لبعض السوريين خارج وطنهم، يُرجّح أن يكون الأكثر قسوة حتى الآن على ستة ملايين لاجئ فروا من بلدهم خلال النزاع المستمر منذ العام 2011. وتواجه المفوضية صعوبات أكثر في التعامل مع التحديات التي تتكرر سنوياً مثل تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة كون وباء كوفيد-19 أثر بشكل كبير على حملات الإغاثة.
وكان غيمان قد زار الأردن عام 2014 لحشد الدعم والتعاطف والتفهم لأزمة اللاجئين السوريين. وقد سلّط الضوء على عمل المفوضية من خلال المقابلات المكثفة لوسائل الإعلام وعبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة به. وقال: “كان التحدث إلى اللاجئين بمثابة تغيير في حياتي. لقد أدركت بنفسي مدى هشاشة الحضارة الإنسانية بشكل لا يصدق”.