ضمن مشاركتها في معرض بولونيا لكتاب الطفل، نظمت جمعية الناشرين الإماراتيين جلستين حواريتين تناولت الأولى تحديات استخدام التكنولوجيا في صناعة كتاب الطفل العربي، والثانية حملت عنوان “حان وقت قراءة قصة: عملية صناعة كتب الأطفال” استضافت خلالهما كلاً من تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، والدكتورة اليازية خليفة، مؤسس دار الفلك للنشر والترجمة، ولينا شبارو، مديرة حقوق النشر في دار “ثقافة للنشر والتوزيع”.
وأوضح المتحدثون في الجلسة الأولى أن أكبر التحديات التي تواجه الناشر العربي للدخول في هذا المجال تتجسد في الافتقار للمقومات الأساسية بهذه الصناعة والمتمثلة في البيئة التشريعية التي تضمن عدم قرصنة الكتب وعدم المعرفة الكافية لدى الناشرين بآليات توظيف وإدارة محتوى الكتب رقمياً وعبر التطبيقات الإلكترونية، لافتين إلى أن خبرة الناشر العربي في طباعة الكتاب الورقي تدفعه للتمسك بهذه الصناعة وتجنب العمل على الكتاب الصوتي أو الإلكتروني.
ووجه المتحدثون نصائح للناشرين العرب أكدوا فيها أن مجمل التحديات التي يرونها في توظيف التكنولوجيا المعاصر لصناعة النشر يمكن تجاوزها باتخاذ الخطوة الأولى في هذا القطاع ودعوهم لزيادة معارفهم وخبراتهم في استخدام تكنولوجيا النشر المعاصرة عبر تدريب الكوادر والتعاون مع المؤسسات ذات الخبرة في المنطقة والعالم.
ولفت المتحدثون إلى أن قرصنة الكتب تهديد يواجه الكتاب والمحتوى الإبداعي والمعرفي بصورة عامة وليس لها علاقة بالآلية والشكل الذي تقدم فيه وأن تجاوزها يتطلب تعاوناً على المستوى الرسمي والتشريعي الأخلاقي بين كافة الجهات المعنية.
وأكد المتحدثون في الجلسة الثانية أن الناشرين يعملون بتقنيات وآليات متعددة لنقل كتاب الطفل إلى العربية ويلجاؤن غالباً إلى إجراء تعديلات مع المترجمين والرسامين للوصل إلى صيغ على مستوى النص والرسوم تتناسب مع الثقافة العربية، مشيرين إلى أن هذه التعديلات والعملية التي يمر بها الكتاب خلال نقله تأتي في سياق تقريب محتوى الكتاب من وعي الطفل وفي الوقت نفسه للمحافظة على ثقافة الكتاب الذي ينتمي إليه بالأصل وما يعرضه من أفكار.
واعتبر الناشرون أن التحديات في نقل الكتب من ثقافة إلى أخرى لا تتجسد في عمقها على مستوى الطفل القارئ وإنما تتعلق بأولياء الأمور والكبار الذين يختارون أنواع ومضامين الكتب للأطفال/ مشيرين إلى أن الأطفال قادرون على فهم واستيعاب أي ثقافة مهما كانت بعيدة وتبدو غريبة عن بيئتهم وثقافتهم إلا أن الكبار هم من يتنبهون للاختلافات ويحاولون تقديم ما يرونه مناسباً لتشكيل وعي صغارهم.
وحول التحديات القانونية التي تواجه الناشرين في ترجمة الكتب ونشرها أكد المتحدثون أن بيئة النشر في الإمارات بيئة مرنة وواضحة ومضبوطة بقوانين ملزمة تضمن حقوق الناشر والمؤلف وتحمي قطاع النشر من أضرار النسخ غير القانوني والقرصنة، مشيرين إلى أن الإمارات قادت مؤخراً جهوداً كبيرة لاستحداث أول جمعية في المنطقة معنية بحماية حقوق النسخ في الإمارات لضمان بيئة نشر صحة تكفل نمو قطاع النشر وتطوره.
وتحدث الناشرون في الجلسة عن المراحل التي مر بها كتاب الطفل العربي خلال السنوات العشر الأخيرة بالإشارة إلى أن تنامي قطاع صناعة كتاب الطفل العربي شهد نمواً لافتاً وكبيراً وظهر ذلك على مستوى النصوص بصورة واضحة إلا أنه ظل على مستوى صناعة الرسوم يحتاج إلى المزيد من الدعم والتشجيع للوصول به إلى مرحلة المنافسة في سوق النشر العالمي.