قدم “مهرجان طيران الإمارات للآداب” في دورته الحادية عشرة، التي تنعقد في الفترة من 1-9 مارس الجاري، وصفة ناجحة لبيع الكتب، عرضت مكوناتها الروائية والكاتبة الكويتية بثينة العيسى، خلال ورشة “المهارات الأساسية: استراتيجيات ناجحة في بيع الكتب”، ضمن “برنامج النشر” إحدى فعاليات المهرجان.
في البداية أكدت الكاتبة الكويتية أن الكتاب سلعة من نوع خاص؛ لأن غيره من السلع والمنتجات تتعرض لأطوار من الانخفاض والارتفاع في قيمتها، بعكس الكتب القيّمة التي لا تتأثر قيمتها عبر الزمن؛ مثل كتب آرنست هيمنغواي، وجورج أوريل، ونجيب محفوظ، وغابرييل غارسيا ماركيز، فبائع الكتب لا يخاف من تقادم كتب من مثل هذه النوعية؛ لأن الزمن يضيف إلى قيمتها.
وأضافت العيسى: “إن الفكرة وراء الاستراتيجية الناجحة لبيع الكتب هي كيفية إقامة علاقة وثيقة بين الكتاب وجمهور القراء، والدافع وراء هذه العملية ثقافي أكثر منه تجارياً؛ وبذلك يؤسس الكاتب والبائع (الناشر) معاً ذاكرة مجتمعية، وهذه هي مساهمة الثقافة ببناء وعي جمعي”، وقالت: “أنا كبائع للكتب علي التواصل مع هذه الذاكرة المجتمعية لتبقى فعالة وحية ومؤثرة في المجتمع، من خلال ما يعرف بصناعة القارئ”.
ولأن الاستراتيجية الناجحة لبيع الكتب تعني انتشار كتاب ما، فإن السؤال هو: كيف تنتشر الكتب؟ أجابت العيسى عن هذا السؤال عبر مقولة الكاتب البريطاني هنري ميلر: “الكتب تبقى حية عبر التوصية المُحبة التي يمنحها قارئ إلى آخر”. ثم من خلال تجربتها الشخصية بعد افتتاحها مكتبة “تكوين”، تحدثت الكاتبة الكويتية عن رؤية الناشر والمكتبة، حيث لخصتها بقولها: “هي صناعة القراء وليس بيع الكتب”، فعمل المكتبة ثقافي بالأساس أكثر منه تجارياً، ولهذا لابد أن يكون واضحاً أن صاحب المكتبة أو المسؤول عنها عينه دائماً على القارئ المحتمل أو المتردد أو الشخص الذي لا يقرأ، باستفزازه وإثاره فضوله ليقبل على كتاب ما، ومن هنا يبدأ القراءة، وأيضاً تبدأ عملية بيع الكتاب، عبر اتباع طرق مبتكرة.
وعرضت العيسى ما يسمى “استراتيجية التسويق عبر نقل الكلمة”، أي من قارئ أو شخص إلى آخر، وقالت إنه وفقاً لإحدى الدراسات فإن نسبة 92% ممن أجريت عليهم الدراسة يثقون بتوصيات الأهل والمعارف، بخصوص قراءة كتاب ما، وإن هذه الاستراتيجية تضاعف المبيعات مرتين أكثر من الإعلانات؛ حيث إن 95% من الناس لا يثقون بالإعلانات المدفوعة، كما أثبتت هذه الدراسة أن احتمال اقتناء الكتاب يتضاعف 4 مرات بتوصية من صديق. وخلاصة هذه الاستراتيجية أنه إذا أحبت مجموعة من الناس كتاباً ما، فسينتقل هذا الحب إلى غيرهم، ومن هنا تبدأ عملية التسويق لهذا الكتاب.
واختتمت العيسى الورشة التي قدمتها بذكر عدد من التوصيات حول بيع الكتاب أو صناعة القارئ، أهمها: نقل الإحساس إلى القارئ بأن أمراً مهماً يفوته إذا لم يقرأ هذا الكتاب، وعدم المبالغة في الحديث عن الفنيات والأسلوب مع التركيز على المضمون، وأيضاً عدم المبالغة في مدح كتاب ما، وكذلك الإجابة عن السؤال الذي يطرحه القارئ: كيف ستتغير رؤيتي لذاتي وللعالم بعد قراءة هذا الكتاب؟ وأخيراً تدعيم كلامك كبائع للكتاب بشهادات أخرى من الصحف والنقاد والكتاب الآخرين حول أهمية هذا الكتاب.