اعترضت ملالا يوسفزاي، الناشطة الباكستانية وأصغر الحائزين على جائزة نوبل، على آراء بعض مواطنيها الذين يتهمونها بأنها بطلة في الدول الأجنبية بينما هي “شريرة” في وطنها.
وفي جلسة خلال مشاركتها عن بُعد في مهرجان طيران الإمارات للآداب 2021 بعنوان “حوار مع ملالا يوسفزاي”، ردت على سؤال وجهه إليها أحد الباكستانيين من قريتها، وادي سوات، والذي شهد المحنة التي مرت بها هي وعائلتها: “صادفت مثل هذه التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ولكنني لا أعيرها الكثير من الاهتمام. أنا لا أتفق معك، الباكستانيون الذين التقيت بهم خلال رحلتي في 2018 لم يصفوني بهذا. أرسل الكثيرون بناتهم إلى المدارس بل وأسموهن على اسمي”.
وأضافت: “أنا متفائلة.. لم أرى الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي في رحلتي إلى باكستان. لا أرى باكستان الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقية”.
وأشارت إلى أن “صندوق ملالا” يضع حالياً اللمسات الأخيرة على مشروع بناء مدرسة ثانوية للبنات في قرية شملا الباكستانية، إلى جانب مبادرات التعليم الرقمي في باكستان، والهند، ونيجيريا، والبرازيل.
وللصندوق، مثلما وصفت ملالا، أحلام بسيطة لكن كبيرة؛ أهمها الحق في التعليم المجاني والكامل لمدة 12 عاماً والتعلّم الرقمي للفتيات. وبفضل دعم الصندوق، قامت نيجيريا بإذاعة دروس للأطفال في الراديو بينما قدمت باكستان دروساً على التلفزيون الوطني وأخرى رقمية على تطبيقات الهاتف المحمول.
وأكدت ملالا أن وباء كورونا تسبب بمشكلات تتعلّق بالجنس، يمكن أن تزداد إذا لم يتم التعامل معها. فقد خرجت حوالي 130 مليون فتاة خارج المدرسة بما في ذلك 27 مليوناً في البرازيل، ومليونين في إثيوبيا، و108 ملايين في الهندـ، و12 مليوناً في باكستان.
وقالت: “آمل أن تلعب الحكومات والمدرسين والنشطاء في مجال التعليم دوراً وأن يهتموا أكثر للفتيات ويضمنوا لهن تعليماً من المنزل. فالأوبئة لا يمكن التنبؤ بها وقد يحدث تمييز ضد النساء والفتيات. أثناء وباء إيبولا، كان هناك خطر من خروج 20 مليون فتاة من المدارس إما للعمل أو الإجبار على الزواج”.
وحثت ملالا الفتيات على تجاهل التعليقات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: “لا تتواصلن مع هؤلاء الكتاب. ثرن وتحدين الوضع الراهن. هؤلاء الناس يريدوا أن تبقين في المنازل بدلاً من أن تصبحن رائدات فضاء، أو مديرات تنفيذيات لشركات تكنولوجيا المعلومات، أو عالمات. قاومن وتولين واحدة من تلك المناصب”.
وأعربت ملالا عن أملها في أن تشتمل مناهج المدارس الثانوية المستقبلية على التفكير النقدي والتربية الجنسية، إلى جانب الفنون والوظائف من أجل تشجيع الطلاب على اختيار أهدافهم. وقالت: “يعد التفكير النقدي أمراً بالغ الأهمية في عصر الإنترنت لأنهم سيستطيعون البحث عن كلمات الكتاب والبحث عن أسباب كتابتها. التربية الجنسية مهمة لأن الكثير من الفتيات والنساء في باكستان لا يعرفن شيئاً عن أجسادهن بسبب العيب عن البحث عن تفاصيل تخص حملهن أو ما شابه ذلك. وغالباً ما يرتبط التعليم الرقمي بالرجال ولكن الفتيات بحاجة إليه أيضاً”.