في مؤشر جديد على التأثيرات السلبية التي يتسبب بها فيروس كورونا للعديد من الصناعات الكبرى في العالم، أعلنت إدارة معرض لندن للكتاب عن إلغاء دورة هذا العام التي كانت مقررة خلال الفترة من 10 إلى 12 مارس 2020، وسط غضب متزايد من المشاركين الذين كان يتوقع أن يتجاوز عددهم الـ25000 ناشر ومؤلف ووكيل أدبي، نظراً للخسائر المالية التي ترتبت على هذا الإلغاء.
جاك توماس، مدير معرض لندن للكتاب الذي يقام في مركز أولمبيا الشهير، ظل يؤكد من خلال الإعلانات في وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، حتى يوم الثالث من مارس أن المعرض سيقام في موعده، مشيراً إلى أن 34 جناحاً دولياً تخطط للتواجد في المعرض، إلا أن التطورات المتسارعة الناجمة عن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في أوروبا دفعت إدارة المعرض في الرابع من مارس إلى إلغائه، وهو أمر لم يفاجئ أحداً.
وإلى جانب ما سيتركه هذا الإلغاء في سوق صناعة النشر العالمية من فراغ، خصوصاً أن معرض لندن للكتاب يعد من أكبر وأهم المعارض المتخصصة في هذا المجال، ومنصة للتواصل بين العاملين في هذه الصناعة، فإن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد أيضاً تغييرات كبيرة في خطط الناشرين، وعشرات الاجتماعات والفعاليات الملغاة، إضافة إلى المطالبة بالتعويض من المنظمين وشركات التأمين على حد سواء.
لذلك، يمثل شهر مارس بالنسبة للعاملين في هذه الصناعة خسارة كبيرة أو ربما “فاجعة” بسبب غياب الحدث الأهم على أجندتهم خلال هذه الفترة من العام، والذي كان يمثل لهم مكاناً مثالياً لتوقيع الصفقات، وبيع وشراء الحقوق، وتبادل التجارب والخبرات، والاطلاع على أحدث تطورات النشر، ولكنهم في نفس الوقت متأكدون من أن جاك توماس وفريقه سيعملون كل ما في وسعهم لإعادة الزخم للمعرض العام المقبل.