بعد مناقشات طويلة، قررت إدارة معرض فرانكفورت للكتاب، أكبر معرض للكتاب في العالم، تنظيم الدورة المقبلة في الفترة ما بين 14-18 أكتوبر 2020، رغم إعلان عدد من أهم الناشرين عدم المشاركة في معرض هذا العام، ومن بينهم ثلاثة ناشرين كبار في المملكة المتحدة: “بان ماكيملان”، وهاربركولينز” و”بونيير بوكس”، الذين أكدوا أنهم لن يرسلوا أياً من موظفيهم إلى المعرض.
المنظمون أشاروا إلى أن معرض هذا العام سيقام على نفس أرض المعارض الشهيرة في المدينة الألمانية، مع تواجد عدد أقل من الناشرين، ولكن الأحداث والفعاليات ستقام في مواقع عديدة في جميع أنحاء فرانكفورت إلى جانب برنامج مزدحم بالورشات والندوات والدورات التي ستبث عبر الإنترنت لزيادة أعداد المتابعين للمعرض.
وقال أنتوني فوربس واتسون، المدير العام لشركة “بان ماكميلان”: “بعد دراسة متأنية ومراعاة صحة وسلامة زملائنا، قررنا عدم المشاركة في معرض فرانكفورت من خلال التواجد المباشر فيه، لكننا سنستمر في التواصل مع المنظمين حول الطرق الجديدة التي يمكن من خلالها الترويج للمؤلفين والرسامين والكتب الرقمية عبر منصات المعرض في أكتوبر المقبل”.
من جانبها قالت شركة “هاربركولينز” في بيان صحفي: “لن نتمكن هذا العام من إرسال ممثلين لنا إلى معرض فرانكفورت للكتاب لأننا اتخذنا قراراً بالحد من رحلات السفر لغرض العمل من أجل سلامة موظفينا. من الرائع أن يقوم فريق معرض فرانكفورت للكتاب بتطوير خطط رقمية وافتراضية، ونتطلع إلى العودة إلى فرانكفورت، وإلى معارض الكتب الأخرى، للالتقاء بجهات الاتصال الدولية في السنوات المقبلة”.
ويواجه معرض فرانكفورت تحدي “تأثير الدومينو” بين الناشرين، فمع انسحاب أول ناشر، سيتبعه آخرون، كما حدث في العديد من معارض الكتب منذ تفشي فيروس كورونا. وقال مدير المعرض يورجن بوس إنه يتوقع أن تُلغى المزيد من المشاركات لاحقاً، لكنه أضاف: “بعد الوضع الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية بات الكثير من الناشرين وتجار الكتب في أزمة، وخاصة بعد إلغاء معارض بولونيا ولندن وغيرهما، لكن هناك حاجة ملحة للقيام بأعمال تجارية مرة أخرى، والتواصل بين الناشرين، والتعاون بينهم للخروج بأفكار إبداعية. أعتقد أننا نحتاج إلى فرانكفورت لزيادة اهتمام الجمهور بالكتب وهذا مهم للناشرين في جميع أنحاء العالم”.
وأكد منظمو المعرض إنه سيقام وفقًا لخطة تفصيلية تراعي معايير الصحة والنظافة بما يتماشى مع الإجراءات التي فرضتها الحكومة المحلية، والتي تضمن سلامة الزوار والعارضين والموظفين الذين يحضرون المعرض. وفي القاعات المخصصة لدور النشر، سيتم ترك مساحة خالية أمام كل جناح في حدود 1.5 متر لاستخدامها كممشى وفي نفس الوقت تسهيل التباعد الاجتماعي.
أما كندا، ضيف شرف المعرض لعام 2020، فتعمل حالياً على وضع الخطط التفصيلية لبرنامج هذا العام بالتعاون مع إدارة المعرض، مع مراعاة إقامة فعاليات تتماشى مع الوضع الحالي. ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن ذلك قريباً.